بقلم يونس المودن
إن ما حصل تحديدا من قرار الحكومة اعتماد
التوقيت الصيفي GMT+1 بشكل رسمي ودائم، ما هو إلا زوبعة في فنجان
للفت الأنظار وصرفها عن أمور تستحق التركيز والنقاش.أبرزها حادثة قطار بوقنادل الذي
خلف عددا من المصابين والقتلى.هذه الحادثة تحديدا تستوجب على الحكومة إلزاما، أن تتدخل
لنسف القضية وصرف الأنظار عنها قبل فوات الآوان، وقبل تحولها إلى أشياء أخرى قد تكلف
الدولة خسائر فادحة في الأرباح التي تجنيها من القطاع السككي .فالمكتب الوطني للسكك
الحديدية مبدئيا، يوفر أرباحا صافية، تقدر بالمليارات على غرار المكتب الشريف للفوسفاط
وغيره...،ولهذا تحديدا لن يقامروا بمردودية هذا المكتب.فمقاطعة سنترال وسيدي علي
... كانت درسا كافيا شافيا للحكومة؛ كي لا تلذغ من جحر مرتين .خاصة وأن المقاطعة بدأت
من موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك، وأشد المتشبتين بالأمل لم يكن يتوقع أن تتسع رقعتها
وتصبح شأنا وطنيا، يشارك فيه جل شرائح المجتمع .وهكذا سيكون لفت الأنظار عن موضوع القطار
بمثابة صد هجوم، وذلك عن طريق بعض المفرقعات كالساعة الصيفية.
أما من ناحية أخرى وغير مستبعدة، فإن التطور
السريع لقضية اغتيال جمال خاشقجي سيؤدي إلى تطورات محرجة للدولة .فقد تم تشكيل جمعية
أصدقاء جمال خاشقجي، والتي تضم الكثير من الصحفيين والنشطاء الحقوقيين والمحامين ينتمون
لبلدان متنوعة .ومن ضمن مخططهم، تنظيم وقفات إحتجاجية أمام السفارات والقنصليات السعودية
في كل البلدان العربية، والأمر إذا تطور سيصبح واقعا يفرض على الدولة تبني موقف واضح
من القضية، وهذا ما لا تريده الدولة أصلا، وتفسير ذلك هو عدم إعلان موقف صريح لحد الآن،
كباقي الدول العربية باستثناء تونس باعتبارها الدولة العربية الوحيدة التي جرمت اغتيال
الصحفي جمال خاشقجي .
لذلك من الحكمة أن نعلم ما نقول وليس من
الحكمة أن نقول كل ما نعلم.