بقلم عبد الحي الرايس
تشكو مجتمعاتنا الكثيرَ من الْعِلَلِ والأسقام،
ويطغى عليها التواكلُ والانتظار، غَيْرَ أنَّ الجميعَ يَنْشطُ في الشكوى والانتقاد،
وننسى أو نتناسى أن التغيير بأيدينا مصداقاً لقوله تعالى " إن الله لا يغير ما
بقوم حتى يُغٓيِّرُوا ما بأنفسهم"، وأن مسيرة الألف ميل تبدأ بالخطوة الأولى كما
يردد المثل الصيني:
- نتضايقُ من مٓرْأَى النفايات على جنبات الشوارع
وفي الطرقات، وننتظر تحقيقَ نظام الفرز الشامل، يتمُّ تنزيلُهُ بالكامل، والحالُ أنَّ
بِمُكْنَةِ كُلٍّ منا أنْ يبدأَ بنفسه، - وانطلاقاً من بيته ومحيطه - عمليةَ فرزِ الْقُمامَةِ
قبلَ التخلص منها في أكياسٍ مغلقة، وتأتي المبادرةُ معزِّزَةً للاقتراح والمطالبة ، حتى إذا كانتِ الاستجابة،
وينبغي لها أن تكون، كان المجتمعُ في مستوى الوعي والريادة.
- نستاءُ من أخطاءِ الغير في السياقة، ومن رعونة السائقين
حين نكون راجلين، وعشوائيةِ عبورِ الراجلين حين نكون سائقين، في حين لو أن كلّاً انطلق من ذاته، وأنزل نفسه منزلة غيره، لَتَعَدَّلَتِ السلوكات، ولَأَنْصَفَ كُلٌّ غٓيْرٓهُ من نٓفْسِه.
- نتظلمُ من إزعاج الجيران، ومن صخبهم بالليل والنهار،
ولوْ أنَّ كُلّاً راعى حُرْمَةَ الجوار ، وعوَّدَ نفْسَهُ وأهْلَه على تفادي كل ما
يُؤْذِي غيره ، لعاش الناس في تساكُنٍ وحسنِ جوار.
- نشكو تجهٌُمَ الناس ولامبالاتهم، وأحياناً سوء معاملتهم،
ولو أننا دأبْنا على إفشاء السلام بيننا، والتبسُّمِ في وجه إخواننا،
اهتداءً بالتوجيه النبوي: "تَبَسُّمُكَ
في وجهِ أخيك صدقة"، وعملاً بقول الرسول الأ كرم، صلى الله عليه وسلم: "
كُلُّ معروفٍ صدقة، وإنَّ من المعروف أن تلقى أخاك بوجهٍ طَلْقٍ، وأنْ تُفْرِغَ من
دَلْوِكَ في إناءِ أخيك" ، لوْ فعلنا، لَأشَعْنَا التراحُمَ والتكافلَ بيننا،
و لَعِشْنا في إخاءٍ ومَوَدَّةٍ وسلام.
أحلامٌ كبيرة، وآمالٌ عريضة، ولكنها جميعاً
تبدأُ بالخطوةِ الأولى.
فهل لنا أنْ نتنافس في السَّبْقِ ، ومُلاحقةِ
الْخَطْو؟
نرجو ذلك متفائلين آمِلين