دعت سفيرة المغرب في تونس السيدة لطيفة أخرباش، اليوم السبت 20 يناير 2018 في العاصمة التونسية ، إلى تشجيع انخراط الشباب والنساء في إنشاء جمعيات المغاربة بالخارج وخلق نسيج جمعوي قوي تشاركي وتبادل الخبرات في هدا المجال مع الأشقاء التونسيين .
وأكدت السيدة أخرباش خلال ندوة حول موضوع "الجمعيات المغربية بالخارج ودورها في تأطير مغاربة العالم"، احتضنتها القنصلية العامة للمملكة بتونس، على أن من شأن تشجيع الشباب والنساء على تسيير جمعيات تساهم في تعزيز أدائها وتقوية إشعاعها ونجاعتها الميدانية.
وذكرت السيدة أخرباش خلال هذه الندوة التي نظمت تخليدا للذكرى السابعة والأربعين لتقديم وثيقة الاستقلال، بالعناية الخاصة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لأفراد الجالية المغربية في كل بقاع العالم وفي تونس، البلد الشقيق، الذي شهد زيارة ملكية تاريخية سنة 2014، كانت لها مغازي عديدة ورمزية خاصة.
وأشادت بالحس الوطني لأفراد الجالية المغربية بتونس وبغيرتهم على وطنهم وصورته وقضاياه، مؤكدة أنهم بذلك، يصلون ماضي الوطن المجيد وتضحيات رواد الحركة الوطنية، بتحديات الحاضر ومتطلبات المستقبل، من أجل التعبئة للإسهام في تقدم المغرب وتقوية مرتبته بين الدول.
وأكدت على أن ذكرى تقديم وثيقة الاستقلال مرجع يكرس واجب وفضيلة وحدة كل مكونات الشعب المغربي، مؤكدة على الأهمية البالغة لجمعيات المغاربة في الخارج على مستوى الدفاع عن قضايا الوطن وتقوية الأواصر مع البلد الأم.
ومن جهته أبرز السيد علي ابن عيسى القنصل العام للمملكة بتونس أن جلالة الملك يولي عناية خاصة لشؤون الجالية المغربية المقيمة بالخارج، مذكرا في هذا السياق بالخطاب الملكي بتاريخ 20 غشت 2012 الذي رسم فيه جلالته مرتكزات السياسة العمومية لتدبير شؤون مغاربة العالم، وكذا خطاب 30 يوليوز 2015، الذي وقف فيه جلالته على الانشغالات الحقيقية لمغاربة العالم وتطلعاتهم المشروعة.
وأكد أن التوجيهات السامية الواردة في الخطابين بخصوص وجوب تحسين التواصل والتعامل مع المواطنين بالخارج، وتقريب الخدمات منهم، شكلت مرجعا أساسيا للاستراتيجية الوطنية الخاصة بمغاربة العالم التي حاولت استيعاب التحولات العميقة التي عرفتها الهجرة الدولية المغربية.
وأشار إلى أن القنصلية العامة للمملكة في تونس، وأخذا في الاعتبار المشاكل والتحديات التي يواجهها المواطنون المغاربة، تسعى إلى تحقيق ثلاثة أهداف أساسية يتمثل أولها في تحقيق النجاعة في تقديم الخدمات القنصلية والإدارية اليومية، فيما يتمل الثاني في تحقيق القرب من المواطن من خلال تنظيم قنصليات متنقلة إلى مختلف المدن.
أما الهدف الثالث
– يضيف السيد ابن عيسى
– فيكمن في تحقيق التواصل المستمر مع المواطنين بشكل يسمح بتقريب المستجدات منهم، خاصة في زمن أضحت فيه وسائل التواصل الحديثة إحدى الآليات المهمة لتقريب الإدارة من المواطن.
وأضاف أن الدعم الاجتماعي يوجد أيضا في صلب العمل القنصلي وفي صلب اهتمامات مختلف المتدخلين الحكوميين، مشيرا إلى أن هذا الدعم يتطلع إلى تغطية أكبر عدد ممكن من أفراد الجالية المغربية المقيمين بتونس وخاصة الذين يعيشون في وضعية صعبة. وأبرز أن هذا الدعم يهم المنح الدراسية، وبرنامجا للتكوين المهني وكذا الدعم المدرسي.
وشهدت هذه الندوة تقديم عرض حول "القوانين المؤطرة للجمعيات بالمهجر: تونس نموذجا"، ألقاه المحامي مراد بولعراس، الذي قدم لمحة عن تطور القوانين المتعلقة بالجمعيات في تونس عبر التاريخ.
وأبرز أن القانون المتعلق بالجمعيات في تونس شهد قفزة مهمة مع ثورة 2011، مشيرا إلى الإقبال الكبير على تأسيس الجمعيات منذ ذلك التاريخ فضلا عن التطور القانوني الذي شهده هذا المجال المفتوح أيضا أمام الأجانب المقيمين في البلاد ولاسيما الشباب.
كما تم خلال هذه الندوة تقديم عرض ثان حول موضوع "الجمعيات المغربية بالخارج ودورها في تأطير مغاربة العالم"، ألقاه المحامي كمال بن مسعود، الذي أبرز مدى اعتزاز مغاربة العالم بالعمل على ترسيخ إشعاع المملكة.
وأشار إلى التطور العددي والنوعي على مستوى جمعيات مغاربة العالم، وخاصة على الصعيد المهني والاجتماعي والديموغرافي، والمكانة التي صار يحتلها الشباب في العمل الجمعوي ومستواهم التعليمي وقدرتهم على التواصل، وحسهم الوطني. وأكد على أهمية تأطير المشرفين على الجمعيات ودعمهم، وتوفير التمويل، وتعزيز وسائل التعريف بهذه الجمعيات.
وتناول النقاش خلال هذه الندوة جملة من المواضيع المتصلة بجمعيات المغاربة بالخارج، حيث تم التأكيد على أهمية التواصل والتعارف بين أفراد الجالية قصد تثمين وتعزيز العمل الجمعوي، وضرورة الاهتمام بالشباب والعنصر النسوي، وتطوير النجاعة والقرب.
وقد عرفت هذه الندوة حضورا مكثفا من طرف شرائح مختلفة من المهاجرين المغاربة بتونس وخاصة من الطلبة ورجال الأعمال والمحامين والحرفيين ورؤساء جمعيات الجالية المغربية وأعضائها.