adsense

/www.alqalamlhor.com

2017/10/08 - 11:00 ص


مصطفى بولاغراس
اعتبر الكاتب والباحث الاسباني كونثالو سانشيث كاستيانوس في المداخلة التي ألقاها يوم الخميس 05 أكتوبر 2017 في إطار النقاش العام المخصص للمتدخلين بمقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك حول قضية الصحراء ، أن ما يتم الترويج له من طرف البوليساريو وحلفائها حين يتعلق الأمر بالمساعدات "الإنسانية" الموجهة إلى مخيمات تيندوف بالجزائر يبقى مجرد دعاية وأكاذيب الهدف منها تغليط الرأي العام على الصعيد الدولي، إذ أن الواقع يفند مثل هذه الادعاءات والمزاعم، حيث أن الغالبية العظمى من هذه المساعدات تأخذ منحى آخر ويتم تحويلها إلى جيوب قادة البوليساريو قصد استغلالها في مآرب أخرى لا علاقة لها بالواقع وبما يتم الإعلان عنه للعموم، والشيء نفسه ينطبق على ما يسمي بجمعيات "أصدقاء الصحراء" والتي تنشط على الخصوص في اسبانيا، مشيرا إلى أن هذه الجمعيات التي تم خلقها في فترة من السبعينات من القرن الماضي والتي نبتت كالفطر في التسعينات هي في الواقع مجرد واجهة لتحويل وسرقة الأموال وتحريفها عن مسارها الحقيقي، ويشير في هذا الصدد انه شخصيا كان مكلفا بتسيير إحدى هذه الجمعيات بمدينة مورسية، شرق اسبانيا، واطلع عن كثب على العديد من الطرق التي تتم عبرها تحويل هذه الأموال، مفضلا الاكتفاء بسرد البعض منها، نظرا لضيق الحيز الزمني المخصص للمتدخلين أمام المنتظم الدولي، من بينها تحويل أموال كانت في الأصل مخصصة لبناء مدارس بتندوف لتنظيم إحدى مؤتمرات البوليساريو، أو أموال تم جمعها من اجل شراء قطعان من الإبل لإنتاج الحليب لفائدة دار للعجزة تم تحويل أموالها لفائدة من يعتبرون أنفسهم ناشطين للبوليساريو.
لذلك ارتأى السيد كونثالو ، وباعتباره شاهدا مباشرا على هذه التجاوزات أن يدين وبشدة أمام المنظمة الأممية الطريقة الممنهجة التي يقوم بها مجموعة من قياديي البوليساريو من اجل السطو وتحويل المال العام بتواطؤ مع بعض رؤساء الجمعيات في اسبانيا وغيرها إلى أهداف أخرى غير تلك التي يتم الإعلان عنها، مشيرا في هذا الصدد إلى الشكايات المتعددة المرفوعة ضد "خوسي تابوادا " رئيس ما يسمى بجمعيات "متضامنون مع الصحراء" والذي قام بالسطو على أزيد من 20 مليون اورو، من خلال تزوير الأرقام في مخيمات تندوف سواء المالية او لعدد اللاجئين، مضيفا أن السطو على الأموال وبيع السلع والمواد الغذائية في دول الجوار أضحى من الأمور التي لا تخفى على احد، وأصبحت تجارة تدر على ممتهينيها من البوليساريو أموالا طائلةأمثال يحيى بوحبيني ، محمد سالم يبسط، محمد سليم ولد السالك والسالك باباوهذا الأخيرحسب السيد كونثالو هو الذي كان قد تسلم منه شخصيا شيكا دوليا من أجل شراء الإبل للهدف الذي أشار إليه آنفا والذي لم ير النور أبدا.                   
وأضاف السيد كونثا لوسانشييث في تدخله، انه ومع الأسف فان مثل هذه الممارسات لا تزال قائمة إلى اليوم، اذ من حين لآخر يتم تقديم بعض الممتهنين لتحويل وسرقة أموال المساعدات أمام القضاء الاسباني، كما حدث مؤخرا مع المفكر السوسيولوجي الاسباني الشهير "أوريول هومس" والذي قام بتحويل ما يناهز مليون اورو من تلك الأموال لأغراض أخرى.
وأشار المتدخل، انه لم يرد ترك الفرصة تمر دون إثارة الانتباه إلى استغلال الأطفال في برامج يطلق عليها "عطلة السلام" من أجل التلاعب في عائداتها من طرف قياديي البوليساريو والمشاركين معهم من الجزائريين، مؤكدا أن هذا فقط غيظ من فيض وما خفي كان أعظم.
و أكد السيد كونثالو ، أنه وبعد مروره بهذه التجربة المريرة الموسومة بالاحباطات والكذب من طرف المتاجرين في القضية، أتيحت له الفرصة وابتداء من 2006 القيام بزيارة كمصور محترف إلى المناطق الجنوبية للمملكة المغربية، وجاب كل المناطق من الصحراء المغربية، وفي الأخير قرر الاستقرار بصفة نهائية بمدينة العيون وانجاز كتاب ودليل تحت عنوان : (السفر جنوب المغرب، من سيدي افني إلى لكويرة)، حيث تمكن عن كثب من الاطلاع على حقيقة المناطق الجنوبية للمملكة المغربية ووضعية السكان فيه والذين يعيشون في غالبيتهم بشكل جيد من خلال الامتيازات التي توفرها لهم المملكة في مختلف المجالات عبر السياسات الاجتماعية التي تنهجهاالحكومة المغربية لفائدتهم، مضيفا يكفي زيارة المنطقة للتأكد مما أقول، مشيرا في الختام الى كون المدة التي قضاها في تلك المناطق من المغرب مكنته من الوقوف على حقيقة كل الادعاءات والأكاذيب التي يروج لها البوليساريو حول انتهاك حقوق الإنسان في الصحراء، وأنه يعيش ويلتقي كل يوم مع الصحراويين الحقيقيين والذين هم في الواقع الفاعلين الأساسين لمستقبل المناطق الجنوبية للمملكة.