أجمع ثلة من الباحثين نشطوا مائدة مستديرة
، عشية يوم أمس الأحد ، في إطار مهرجان فاس للثقافة الصوفية في نسخته العاشرة، على
أن التشبث بالقيم الأخلاقية والثقافية أفضل سلاح بيد الإنسان لتمكينه من العيش في حب
وسلام بعيدا عن الحروب والصراعات الطائفية.
وأضافوا خلال تناولهم لمحور " الثقافة
الصوفية كفن للعيش" أن الواقع المفجع الذي يعيشه العالم اليوم بسبب العمليات الإرهابية
وسلوكات الجماعات المتطرفة وطغيان الفردانية والماديات، إنما سببه تفشي مجموعة من المظاهر
اللأخلاقية في المجتمعات.
ودعا المتدخلون أمام حضور وازن من المثقفين
والمفكرين مغاربة وأجانب، إلى ضرورة "حوكمة القيم" من أجل محاربة كل أشكال
العنف والتطرف والشوائب المهددة للإنسان في وجوده.
وأكدوا على أن الفوارق الكبيرة بين بلدان
الشمال والجنوب وعدم التوزيع العادل للمنافع وتدهور التنوع البيولوجي والتقلبات المناخية،
كلها مظاهر ساهمت في أوجاع البشرية أو شريحة واسعة منها، كان بالإمكان تفاديها عبر
العودة إلى الروحانيات واستلهام جمالية الدين التي يمثلها التصوف.
واعتبروا أن تحقيق المفهوم السامي للإنسانية
وتحقيق السلام الشامل على هذه الأرض يرتكز بالأساس على التنقيب عن جواهر القيم الكامنة
في الإنسان بالفطرة، مبرزين أن هذه الجواهر ليست إلا التجليات السمحة للدين وركائزه
التي يعتبر التصوف في مقدمتها.
وتحتضن المدرسة البوعنانية كافة الموائد
المستديرة المبرمجة في إطار دورة هذه السنة التي تستمر من 14 حتى 21 أكتوبر الجاري
تحت شعار"الصوفية في لقاء حكم العالم.. طريق الصوفية بالمغرب نحو الهند"،
بينما تحتضن حديقة جنان السبيل الأمسيات الفنية وحلقات الذكر بشكل يومي لفرق ومجموعات
من المغرب والخارج، على أن تختتم الدورة بسهرة كبرى تقام بفضاء باب الماكينة التاريخي.