بقلم علي ابو رابعة
بسم الله الحق ،باسم الحق الذى ما دونه
باطل ..باسم النور الذي يقود كل حكيم إلى الحق ..أبدأ !
الجمود والثبات فى السياسة أو النظم أو
الافكار يدمرها ،ويشعل النيران فيها، حتى وإن كان عادلا ،ومحدثا للتنمية ،والرفاهية
،والرخاء فيها ..والسلطان الدال على ذلك فى التاريخ حيث سقوط الشيوعية كأقرب مثال
..تلك الشيوعية التى دفعت بالسوفييت والصينين الى ركب الحضارة الحديثة ..حيث هى الاساس
الرائد ..لكنهم أدركوا أن الماركسية لا جديد فيها ..فكل معتنقي الشيوعية اللينية او
الماركسية ينحتون كل مساء تمثالا لهما ويسجدون لهما ..ثم -فجأة- ظهرت الليبرالية التى
تدعو الى كل تحرر وجديد والبحث عن العدالة فى الارض والسماء وتحت الثرى، وبين ذرات
الرياح، ،وبين مخالب الطيور ،وأنياب كل مفترس ،ذلك كشعار جذب وشحذ للعقول المترددة
على أبواب الثقافة .
ثم إلحاق شعار التحرر من كل تبعية وتقليد
..من الجمود الفكرى -خصوصا- ،لكنى أذكر الجمع بأنه لا مذهب بشرى مطلق ،بل نسبى ،فتلك
الليبرالية لم تضع أسسا وقواعد تضبط الحرية التى تدعو الى إليها ،فالإفراط فى أى شيء
فوضى ..حيث أنها حتى تنتشر يجب أن تبيح كل شيء حتى تصل الى الجميع -فى أنحاء العالم-
الطالح منهم قبل الصالح .
فذلك شيء تاريخي قليل عن آثار الجمود الفكرى
فى أى منحى واتجاه ..والمتحرر مهما كان فى مذهبه او فكره او مدرسته هو الأبقى والمستمر
.
فالثبات وعدم التحرك فكريا ،ينافى ديناميكية
الطبيعة ،فالكل فى تحرك مستمر ،لا ثابت إلا ميت ،و متجمد ..حتى إذا نظرنا فى الدين
الاسلامى نجده يدعو للأقلمة والتغير والتبدل والتحول والتجديد ،فينوه النبى أنه على
ظهر كل مئة عامة يأتى من يجدد أمور الدين ..عن طريق التفقه والتفسير الصحيح -الذى لا
يغير فى المعنى- لما يتواءم مع ظروف البشر الحالية وييسر أمورهم ويدير شؤونهم الى الصواب
.