adsense

/www.alqalamlhor.com

2017/10/08 - 11:21 ص


بقلم/ عبدالسلام العزوزي
يعتبر الإعلام دعامة لا مناص منه في تثبيت وإنجاح أي إستراتيجية وطنية، إن على صعيد تدبير الشأن الداخلي أو الخارجي، لأن الإعلام هو صانع السلطة، وهو "السلطة الرابعة" كذلك، وهو أيضا "القوة الناعمة " (Soft Power). وهي القوة التي تقنعك بأفكارها وسياساتها، دون أن تشعرك بأنها تمارس عليك ضغطا ما. وتوصف الصحافة الحرة بأنها أكسجين الديمقراطية، لأنه ليس بوسع أي منهما البقاء بدون الآخر. وقد أشار الكاتب السياسي الفرنسي "أليك سيسدي توكفيل" إلى ذلك عندما زار الولايات المتحدة قبل 200 سنة تقريبا، حين كتب أنه "لا يمكن وجود صحف حقيقية بدون ديمقراطية، ولا يمكن وجود ديمقراطية بدون صحف".
ولهذه الضرورة، ولأهمية الإعلام في التأثير في صناعة القرار، كانت الدول الغربية الديمقراطية، أول من فكر في نهضته وتطويره، حيث شملته بالحرية حين حصنته بقوانين تكفل للإعلامي حرية وضمان الاشتغال في ظروف مشجعة، إن على المستوى الاجتماعي أو الحريات والحقوق.
والمغرب الذي ينشد التطور لا يمكنه أن يتقدم إلى الأمام بالارتكاز فقط على وضع استراتيجية سياسية وتنموية كبرى دون أن تكون موازية لوضع إستراتيجية إعلامية ببوصلة محددة الأهداف والمرامي تواكب هذه النهضة التنموية ومعها الإصلاحات الكبرى والجريئة التي باشرها المغرب منذ زهاء عقد ونصف بتوجيهات وحرص شديد من جلالة الملك.
وكشفا لبعض حقائق المشهد الإعلامي المغربي ومواكبته لإستراتيجية المغرب في القارة السمراء، سأتساءل وإياكم؛ هل هناك فعلا مواكبة إعلامية وطنية لإستراتيجية المغرب في إفريقيا؟ وهل فعلا المشهد الإعلامي برمته يئن من علة مزمنة؟ وهل استحضرنا خطورة الهيمنة الإعلامية الغربية كما الشرقية على وجودنا في القارة السمراء؟ وأختم بسؤال مهم وملح في الوقت الراهن، هو أين دور المستثمرين المغاربة في تطوير الإعلام بالمغرب، وهل في ظل هذا الوضع المأزوم يمكن لهذا الإعلام تسويق صورة هذا البلد المتعدد الثقافات الزاخر بخصوصية الجمال إلى العالم بالشكل المطلوب؟ هذه هي محاور مداخلتي.
إستراتيجية المغرب في إفريقيا والمواكبة الإعلامية
إن ما يقوم به المغرب من فتح لأوراش استثمارية وتنموية متعددة ومتنوعة المجالات في إفريقيا، ستفضي إلى تحقيق التنمية والتقدم الاقتصادي والاجتماعي في القارة السمراء؛ ذلك أن المغرب وقع نحو ألف اتفاق تعاون مع معظم الدول الأفريقية جنوب الصحراء خلال الزيارات ال46 التي قام بها جلالة الملك إلى25 بلدا في غرب وشرق إفريقيا.
ويعد مشروع أنبوب الغاز الأفريقي أضخم مشروع قاري، سيربط القارة الإفريقية بالقارة الأوروبية وستشمل فوائدة نحو 40 دولة أفريقية وأوروبية ، والذي سينطلق من نيجيريا على طول الساحل الأطلسي، من ساحل العاج، ثم يتجه شمالاً عبر بقية دول أفريقيا الغربية والسنغال وموريتانيا، وصولاً إلى المغرب على البحر الأبيض المتوسط، ويربط بالأنبوب المغاربي نحو جبل طارق وإسبانيا على مسافة نحو 6 آلاف كيلومتر.
هذا إضافة إلى مشروع ضخم آخر يخص إنشاء محطات صناعية مندمجة لإنتاج الأسمدة الفوسفاطية تضم 9 مصانع في إثيوبيا، ومنطقة صناعية مماثلة من ثلاثة مصانع في نيجيريا، ومنطقة صناعية ثالثة من نفس الصنف في الغابون. وستُزود هذه المصانع بالغاز الطبيعي الإفريقي، من جهة، وبالحامض الفسفوري وحامض الكبريت التي تصنع انطلاقا من الفوسفاط المغربي في المنطقة الصناعية المغربية الجرف الأصفر جنوب الدار البيضاء.
تعد هذه الانجازات ثورة تنموية خلاقة، هادفة وهادئة في نفس الوقت؛ تنحوا منحى الحكمة في التدبير والتسيير وتفعيل الفعل التشاركي مع مختلف الأطراف التي لها مصالح في إفريقيا التي تعد ثاني أكبر قارات العالم بعد آسيا من حيث المساحة، ب 30.2 مليون كيلومتر مربع، وبسوقها الداخلي الذي تقدره المعطيات الإحصائية الأخيرة بأكثر من ملياري نسمة في أفق العام 2050 ، هدف المغرب في ذلك هو تحقيق نهضة تنموية للإنسان الإفريقي في أفق العقدين المقبلين.
إلا أنه وجب الإقرار في البدء، بأن كل هذه الأعمال الجبارة والمميزة التي أنجزها المغرب في وقت قياسي ويلمس أثارها الإنسانظ الإفريقي عن قرب لا توازيها مواكبة إعلامية وطنية، ما يفقد عنصر التواصل والفهم الحقيقي لما يجري في القارة السمراء لدى المغاربة، مقابل ذلك أن الأفارقة بدورهم لا يفهمون ولا يعرفون ما يحدث في المملكة المغربية من تطور ملحوظ ومتواصل على كافة المستويات وفي شتى المجالات. إذن المغرب غائب إعلاميا في إفريقيا، كما في الشرق الأوسط دون أن نتحدث عن باقي دول المعمور.
إذن وجب الإقرار بأن المغرب يمضي في تنفيذ استراتيجيته بِرِجْل واحدة مسنودة بالمثلث الديني( المذهب المالكي) و السياسي والاقتصادي، دون سند إعلامي قوي يؤثر في صناع القرار بالقارة السمراء ويسرع من وثيرة التواصل والتفاهم وربح الرهان، إن كان اقتصاديا أو سياسيا دفاعا عن مصالح الوطن العليا في المحافل الإفريقية والدولية كذلك.
فقضية وحدتنا الترابية منتهية بالنسبة لنا كمغاربة، لكنها غير منتهية بالنسبة لبعض الدول الإفريقية المساندة لأطروحة الجزائر وجنوب إفريقيا، وإفريقيا هي من ستنهي هذا الملف حينما تقتنع كما اقتنع العديد من دولها مؤخرا وسحب اعترافه بجمهورية الوهم. - حينما تقتنع- ستقول إفريقيا كلمتها النهائية وتعترف بشكل قطعي بمغربية الصحراء وتسحب عضوية البوليساريو من الاتحاد الإفريقي، آنذاك سينتهي هذا الملف ولم يبق للأمم المتحدة، إلا أن تزكي هذا الطرح وتقر بانتهاء النزاع والإفراج عن إخواننا الصحراويين المختطفين في مخيمات صحراء تندوف منذ نهاية السبعينيات من القرن الماضي إلى الآن.
إذن رهان المغرب في طي هذا الملف رهين بهذا الاعتراف، وهو ما تسعى الدبلوماسية المغربية إلى تحقيقه، لكن ذلك يمر ببطء بالنظر إلى تحديات المغرب الكبرى في العشرية المقبلة إن على الصعيد الداخلي أو القاري.
المشهد الإعلامي الوطني والعلة المزمنة
إذن، أمام كل ما سلف ذكره، أطرح السؤال التالي، هل الوضع الحالي للصحافة والإعلام الوطني يؤهله ليكون شريكا فاعلا في هذه الإستراتيجية وفي هذه التحديات التي يواجهها المغرب في القارة السمراء سياسيا واقتصاديا من طرف خصومه ومنافسيه؟ولماذا لم يضبط إعلامنا الوطني بوصلة واضحة المعالم لمشهد إعلامي متجدد ومتطور وقوي يسهم في صناعة السلطة ؟
الواقع يؤكد للأسف، أن المشهد الإعلامي الوطني يعاني جسمه من علة مزمنة، لن يفلح معها إلا طبيب خبير بمهنته يشخص لنا أسباب العلة، ويقوم بعملية جراحية دقيقة بقدر ما أنها ستدمي القلب وتنكئ الجراح، بقدر ما أنها ستُسَرع من بتر الداء نهائيا والشروع في صنع جسم إعلامي حقيقي محترف ونظيف ومميز يساير التطور التكنولوجي الحالي وينشد التنافس بجرأة مهنية محكمة وأحيانا بشراسة من أجل صنع مواقع التأثير والضغط في مواجهة صناع القرار على المستويين الوطني والدولي.كل ذلك طبعا من أجل خدمة قضايا الوطن والمواطنين ليس إلا.
وإليكم أمثلة بالأرقام عن وضع قطاع الإعلام ببلادنا،يمكن القول أن عدد الصحفيين المهنيين المغاربة لا يتجاوز (2573) يمثلون نصف أو أقل من ذلك عدد الصحفيين الأمريكيين المعتمدين لدى مجلس الشيوخ الأمريكي فقط، ( أكثر من 4000صحفي).
وتشغل أكبر صحيفة في المغرب زهاء 50 صحفيا وتقنيا وفنيا، وهذا الرقم يعادل صحيفة محلية في دولة أوروبية صغيرة مثل بلغاريا....
يتقاضى الصحفي المغربي المهني أجرا هزيلا. وكانت وزارة الاتصال أصدرت تقريرا لها سنة 2016 ، أكدت فيه أن معدل الأجر الخام لصحفيي مختلف المنابر الصحفية المكتوبة بالمغرب يبلغ حوالي 12000 درهم في الشهر ويتفاوت هذا المعدل من صنف إلى أخر إذ حاز صنف اليوميات 12500 درهم و9400 درهم للأسبوعيات و16600 للشهريات.وبلغ معدل أجور صحفيي الجهويات 6500.
وأوضحت الوزارة الوصية أن حوالي 78,87 % من أجور صحفيي الصحافة المكتوبة لا تقل عن 5800 درهم، وهو الحد الأدنى الذي تنص عليه الاتفاقية الجماعية الحالية، فيما تشهد نسب احترام هذا الالتزام تفاوتا بين أصناف المنابر، إذ تبلغ حوالي 88 % بالنسبة لصحفيي اليوميات و55 % بالأسبوعيات و75 % بالشهريات، في حين لا تتعدى 29 % بين صحفيي الجهويات.
قطاع الصحافة والإعلام المغربي هو القطاع الوحيد الذي لا يتوفر على نادي خاص بالصحافيين والإعلاميين، ما يصعب معه التعرف على باقي الزملاء، وتدارس المهنة وانشغالات المهنيين. وهذا في نظري إجراء مقصود ومحبوك بشكل احترافي، تشارك فيه مجموعة من الأطراف المستفيدة من هذا الوضع المتعفن لمهنة الصحافة بلادنا.
تكاد تكون سياسة التحرير المعتمدة في الإعلام الجديد( الإعلام الالكتروني) وفي القنوات الإعلامية الوطنية غائبة عن الحراك الإعلامي الإقليمي والدولي المتجدد والذي يجتهد كل ثانية في تقديم مادة إعلامية مميزة لشد انتباه المشاهد والتأثير فيه ليرهنه زبونا وفيا له.
ويمكن القول أن سياسة التحرير المعتمدة في إعلامنا الوطني تفتقد إلى رؤية إعلامية واضحة ومتطورة، لأن صناع هذه الرؤية يشتغلون بدون بوصلة، ويتَّكِلُون على ما قد يأتي به الصبح من تعليمات وتوجيهات. وبهذا الأسلوب لا يمكن لعربة الإعلام الوطني أن تنطلق سليمة في رحلتها للبحث عن تجويد الإعلام وصٌنَّاعِها بهم علة مزمنة وأفكارهم ماضوية.
هذا ما ينطق به واقع مشهدنا الإعلامي للأسف الشديد، لم أقم سوى بنقله إليكم بأمانة وموضوعية وباقتضاب شديد.
في المقابل تعرف رواتب الصحفيين الغربيين ارتفاعا متزايدا وأسوق هنا على سبيل المثال فقط،،فبحسب تقرير مؤسسة “جنرال ترست” وصحيفة “ديلي ميل” البريطانية ، فإن الدخل السنوي لكثيرين من رؤساء ومديري التحرير يتخطى المليون دولار، لكن رواتب الموظفين والصحفيين فتزيد قليلا عن 40 ألف دولار سنوياً لذوي خبرة تبلغ نحو خمس سنوات، وتبلغ نحو 25 ألف دولار للصحفيين المبتدئين.
عربياً، يصعب الحديث عن قائمة رواتب نموذجية، و الحصول على قائمة أعلى الصحفيين أو رؤساء التحرير العرب أجرا، نظرا للكتمان الذي يحيط بهذه الأرقام في معظم الدول ولغياب الشفافية المالية في الكثير من المؤسسات الإعلامية.إلا أنه يجب القول بأن أجور الصحفيين بدول الجوار والخليج العربي تفوق بكثير أجور الصحفيين المغاربة.
إذن جوابا على السؤال الذي طرحته سلفا، فإن الوضع الحالي للصحافة والإعلام الوطني بتنوعه المكتوب والالكتروني والسمعي والبصري لن يؤهله كي يساهم في رسم معالم الإستراتيجية المغربية في القارة السمراء من خلال متابعاته وتحليلاته وتأثيره في رسم خطة صناع القرار وفق ما يتماشى وخدمة مصالح المملكة في إفريقيا، إذا ما بقي وضع "السلطة الرابعة" على ما هو عليه.
الهيمنة الإعلامية على إفريقيا وخطورتها على المغرب
التنافس الدولي من أجل السيطرة إعلاميا على إفريقيا ليس وليد اليوم، بل كان الإعلام الفاعل الممهد لاستعمار القارة السمراء والاستحواذ على خيراتها تحت أسطورة إدخال "حضارة الأنوار "الأوروبية إلى المجتمع الإفريقي، وكان المغرب في شمال إفريقيا مستهدفا من طرف الإعلام الغربي الفرنسي بالخصوص الذي استعمله في خطته الاستعمارية، و"إمبراطورية ماص" الإعلامية بالمغرب خير دليل على ذلك، واستمرت في البقاء حتى منتصف السبعينيات من القرن الماضي.
يقول الباحث الموريتاني "سيدي أحمد ولد الأمير "، "أن الهيمنة الإعلامية على أفريقيا هي استمرار لتاريخ طويل من المشاريع الإعلامية، التي أطلقتها محطات إذاعية وتلفزيونية دولية، وحتى منصات إلكترونية لتوفير مواد إعلامية تستهدف المواطن الأفريقي والتأثير في جمهور وسلطات بلاده".
ويضيف الباحث الموريتاني المهتم بالقضايا الأفريقية : "نحن اليوم أمام غزو للقارة الأفريقية لا يقل في قوته وعنفه عن غزو الجيوش والاحتلال والسيطرة"، ما يطرح تساؤلات عديدة بخصوص التنافس الإعلامي الدولي على القارة، وما هو موقع الإعلام المغربي فيما يجري في الساحة الإفريقية؟وكيف للمغرب أن يقاوم هذا الغزو الإعلامي الغربي والشرقي على السواء من أجل ضمان بقائه متمكنا من صناع القرار بإفريقيا والاستمرار في الاستثمار بوثيرة كبيرة وسريعة في هذه القارة التي تعد سلة المستقبل دون الاستثمار في "القوة الناعمة"، والإصرار على تأهيلها وتطويرها وفتح آفاق أوسع للاشتغال بمهنية عالية في ظل ظروف محفزة أكثر، إن على مستوى الحقوق والحريات أو على المستوى الاجتماعي.
الاستثمار في الإعلام وتسويق صورة المغرب
إن الاستثمار في الإعلام اليوم، أصبح مثله مثل الاستثمار في باقي المجالات الصناعية والتجارية، لأن المنافسة يصنعها الإعلام ويحبك تفاصيلها الإعلاميون الكبار. وأود، بالمناسبة، أن أناشد رجال المال والأعمال بالمغرب من اجل الاستثمار في الإعلام المغربي دفعا بخلق إمبراطوريات إعلامية قوية، فالمغرب يتوفر على كفاءات إعلامية خلاقة وجذابة ومبدعة، حين يضيق بها رحاب المشهد الإعلام الوطني تهاجر إلى الخارج لتستثمر في كفاءاتها وقدرتها على الإبداع والعطاء مؤسسات إعلامية أجنبية شهيرة، والأمثلة كثيرة في هذا الباب.
فالولايات المتحدة الأمريكية، لما أرادت أن تبني سياستها واقتصادها استثمرت في الإعلام، ووفرت له كل شروط النجاح فغزت العالم بصناعاتها وثقافتها وسيطرت عليه إعلاميا. ولما أرادت أن تنفذ سياستها الخارجية بعد كارثة (أو أكذوبة )11شتنبر، أول من استشارت ونظمته هو الإعلام، حيث جمعته في حوالي 8 إمبراطوريات إعلامية كبرى يلتئم فيها المكتوب بالإذاعي بالبصري بالالكتروني بالسينمائي حتى...وبدأ "البيت الأبيض" بتنسيق مع البانتاغون يوزع تقاريره وأخباره ويوجه الإعلاميين بحسب برامجه واستراتيجياته تجاه العالم من أجل القضاء على ما أسموه بالإرهاب، فلم يستعملوا في البدء سوى الآلة الإعلامية وحكموا بوصلتها في عبارة"القوة الناعمة" (Soft Power) أي السلطة الرابعة، ناعمة، لأنها تؤثر في الرأي العام وتفرض عليه الإيمان بأفكارها وخططها، وبعدما تأكدت من أن العالم صدق أطروحتها بدأت القوة الصلبة ( Hard Power)أي الضغط الاقتصادي والعسكري، وأنتم ترون اليوم ما يجري في الشرق الأوسط من دمار نتيجة قوة الإعلام الغربي المدمر لمعنى الحياة بهذه المناطق وقبلها ما حدث للعراق في حرب الخليج.
و لابد من الإقرار والتأكيد على أن لنا مغربا جميلا ومشرقا تحدث فيه إنجازات وإصلاحات عملاقة ولنا خصوصيات مميزة لا تتوفر عند غيرنا ، لكننا لا نسوق هذه الصورة المشرقة لبلدنا كما يجب.
وفي انتظار أن نقدم الجسم الإعلامي الوطني إلى مشرحة الطبيب لتشريحه ومعالجته وتنظيفه من رواسب الماضي،وتحصينه من هذا التسيب الذي يغزوه اليوم أكثر من أي وقت مضى، آنذاك يمكن أن نعي كم ضاع من الوقت،كان استثماره بالشكل الجيد سيمكن المغرب من ربح رهانات المستقبل بكل أبعادها السياسية والاقتصادية والدبلوماسية، لأننا فقط، لم نهتم بالإعلام ونسخر بوصلته تجاه تسويق تلك الصورة المميزة المشرقة لوطننا العزيز والتي تبهر الزائر وهو يتجول بمدننا ويقرأ إصلاحاتنا الدستورية في المؤسسات والحقوق والحريات ويلامس إنجازاتنا على أرض الواقع، ويمتح من حضارتنا ما يثري ذاكرته الفكرية والعلمية.
**إعلامي وباحث
قدمت هذه المداخلة في الندوة الوطنية حول المغرب في افريقيا التحديات والرهانات بمكناس يوم الجمعة 06أكتوبر 2017
المراجع:
* دليل الصحافة المستقلة ،لمؤلفته (ديبورا بوتر) المديرة التنفيذية لمؤسسة نيوزلاب أو مختبر الأنباء www.newslab.or) ) أسسته في العام 1998.
* الصحيفة الالكترونية (ساسة بوست)29 دجنبر 2016
* كتاب أسطورة حرية الصحافة.. في أمريكا- كسلامة أحمد سلامة. موقع الجزيرة
* المغرب يعلن تنفيذ مشاريع ضخمة في دول الاتحاد الأفريقي/ الرباط - محمد الشرقي | 05/02/2017 صحيفة (الحياة اللندني)