ما يثير الانتباه في محطات وقوف حافلات
النقل الحضري بفاس التابعة لشركة سيتي باص، هو التراجع الكبير لعدد المراقبين الذين
كانوا يؤثثون المكان، تنضاف سلوكياتهم المتهورة إلى النغمات النشاز التي تملأ هذه المحطات.
السبب يعود إلى اعتماد الشركة أسلوبا آخر
في المراقبة أثبت نجاعة كبيرة حسب زعمها، أفضل من الاعتماد على الجثث البشرية التي
كانت تسبب للشركة مشاكل يومية مع زبنائها، غالبا ما تنتهي في مخافر الشرطة.
فقد عمدت سيتي باص خلال الأشهر القليلة
الماضية، إلى اعتماد الحواجز الحديدية بأغلب خطوطها، خصوصا بالنقط التي تصنفها سوداء
بوضع حواجز حديدية بمداخل ومخارج كل الحافلات، التي لاتفتح إلا إذا أدى الزبون ثمن
التذكرة، وبذلك استفادت الشركة على واجهتين الأولى وفرت راتب المراقبين الذين تم الاستغناء
عن جلهم، والثانية أنها ضمنت عدم إفلات أي زبون من الأداء، كما أنها وفرت الوقت الذي
كان يضيع هباء في النزاعات اليومية، على حساب الزبناء الذين أضحوا يعانون من الـتأخير
عن العمل والدراسة جراء هذه الحواجز الحديدية.
المراقبون الذين خلفوا زملائهم المطرودين،
عاثوا (حكرة) في المواطنين، ولم يستفيدوا من الدرس، حيث أن أغلبهم كان يتصرف بمزاجية
خارج نطاق اللياقة والأدب، دون مبالات بشعور وإحساس الزبناء الذين أصبحوا ينظرون إلى
هاته الفئة باشمئزاز، لن يجعل المواطن الفاسي يتعاطف معهم في أي حال من الأحوال.