بقلم الاستاذ حميد طولست
لن يصدق أحد حتى من شاهد الرجل رأي العيان
على تلك الصورة البئيسة وقد أثقل الأسى المكتوم خطاه ، ففغر فاه وسال لعابه ، على أنه
السيد رئيس الجماعة السابق وزوجته تحاول مساعدته على الترجل من سيارة الأجرة ، لتصحبه
مسنودا بأبنائه إلى داخل مستشفى " ابن الحسن " للأمراض العقلية حيث يتلقى
علاجات عدة لأمراض سببتها له الصدمة النفسية التي تعرض لها بإلغاء ترؤسه لإحدى مقاطعات
الجماعة الحضرية للمدينة ، وكادت تؤدي بحياته بعد أن أودت بما حلم به من سلطان وعبده
من ثروة وجاه .
ما كان أحد يتصور، ولو في الحلم أن دولة
السيد الرئيس سوف تدول ، وأن راية عزه من الممكن أن تزول ، ولكنها الدنيا غدارة ، والزمان
بدال خوان كما يقولون ... فرغم أنه كان من كان في شدة التدبير ، وقسوة التسيير .... إلا أن ذلك كله لا قيمة له لأنه لم يتوجه بالخلق
الحسن والتعامل الطيب مع الأتباع والخدام وكل المريدين الآخرين ، ويا ويل من لم يفهم
الآخرين ، فهم الجحيم كما قال أحد الفلاسفة ( سارتر) .
لم يعمر المسكين فوق كرسي الرئاسة طويلا
، ولم يشبع نزواته من نشوتها كثيرا ، حتى كاد له الآخرون أصدقاء وخلان أيما كيد ، وكاد له الزمان هو الاخر،
وإلتقى كيد الزمان مع كيد الإنسان ، فتبخرت أحلامه ، وضاع صولجانه وهيلمانه ، وصودرت
أملاكه وأمواله لتسديد ما تراكم عليه من ديون مستلزمات " البريستيج
" .
إنهار الرجل الكبير ، بعد أن أعطاه الحظ
بظهره ، وغُلقت دونه أبواب الرءاسة و الريادة والجاه الكبير ، وإنفض الكل من حوله ،
و توقف تسبيحهم به وله . صغر في عيون الكثير
من الناس ، إلا في أعين من حفظ له الحب والود ، عين أقرب الناس إليه ، زوجته وأولاده
الذين يحبونه مهما عمل ...