adsense

/www.alqalamlhor.com

2016/07/09 - 1:35 ص



بقلم الاستاذ حميد طولست
لن يصدق أحد حتى من شاهد الرجل رأي العيان على تلك الصورة البئيسة وقد أثقل الأسى المكتوم خطاه ، ففغر فاه وسال لعابه ، على أنه السيد رئيس الجماعة السابق وزوجته تحاول مساعدته على الترجل من سيارة الأجرة ، لتصحبه مسنودا بأبنائه إلى داخل مستشفى " ابن الحسن " للأمراض العقلية حيث يتلقى علاجات عدة لأمراض سببتها له الصدمة النفسية التي تعرض لها بإلغاء ترؤسه لإحدى مقاطعات الجماعة الحضرية للمدينة ، وكادت تؤدي بحياته بعد أن أودت بما حلم به من سلطان وعبده من ثروة وجاه .
ما كان أحد يتصور، ولو في الحلم أن دولة السيد الرئيس سوف تدول ، وأن راية عزه من الممكن أن تزول ، ولكنها الدنيا غدارة ، والزمان بدال خوان كما يقولون ... فرغم أنه كان من كان في شدة التدبير ، وقسوة التسيير  .... إلا أن ذلك كله لا قيمة له لأنه لم يتوجه بالخلق الحسن والتعامل الطيب مع الأتباع والخدام وكل المريدين الآخرين ، ويا ويل من لم يفهم الآخرين ، فهم الجحيم كما قال أحد الفلاسفة ( سارتر) .
لم يعمر المسكين فوق كرسي الرئاسة طويلا ، ولم يشبع نزواته من نشوتها كثيرا ، حتى كاد له الآخرون  أصدقاء وخلان أيما كيد ، وكاد له الزمان هو الاخر، وإلتقى كيد الزمان مع كيد الإنسان ، فتبخرت أحلامه ، وضاع صولجانه وهيلمانه ، وصودرت أملاكه وأمواله لتسديد ما تراكم عليه من ديون مستلزمات " البريستيج " .
إنهار الرجل الكبير ، بعد أن أعطاه الحظ بظهره ، وغُلقت دونه أبواب الرءاسة و الريادة والجاه الكبير ، وإنفض الكل من حوله ، و توقف تسبيحهم  به وله . صغر في عيون الكثير من الناس ، إلا في أعين من حفظ له الحب والود ، عين أقرب الناس إليه ، زوجته وأولاده الذين يحبونه مهما عمل ...