القلم الحر
علا الضجيج الأميركي والأوروبي أمس، تنديداً بأولى الغارات الروسية في سوريا. واستنكرت واشنطن وباريس استهداف تنظيمات المعارضة المسلحة، إلا أن الإدارة الأميركية التي وصفت الضربات الروسية بـ «العدوانية»، حاولت أن تبقي الباب موارباً لمشاورات مرتقبة مع موسكو
لن يكون 30 أيلول 2015 يوماً عابراً في تاريخ العالم. الغارات الروسية الأولى على الأراضي السورية فتحت صفحةً جديدة ليس في عمر الأزمة السورية فحسب، بل يبدو أنها أطلقت مرحلةً جديدة دولياً. حتى إن وسائل إعلام غربية ذهبت إلى حدّ إعلان بدء «الحرب العالمية الثالثة» يوم أمس، انطلاقاً من السماء السوريّة، بسبب اقتراب التكتلات الدولية المتخاصمة من المواجهة العسكرية المباشرة.
وما إن أعلنت وزارة الدفاع في موسكو تنفيذ سلاح الجو أولى غاراته على الأراضي السورية، حتى استنفر العالم سياسياً وإعلامياً لمواكبة أكبر تدخل عسكري لروسيا في منطقة الشرق الأوسط منذ عام 1991. وعلا «صراخ» الاميركيين، ولا سيما بعد إعلان أهداف الغارات الروسية التي بلغت العشرين وفقاً لوزارة الدفاع الروسية. فالغارات استهدفت، إلى جانب مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، مواقع تابعة لـ «الجيش الحرّ»، و«جبهة النصرة»، و«جيش الفتح»، في مناطق حمص وريف حماه الشمالي واللاذقية. ورغم ذلك، حاولت التعليقات الأميركية الرسمية بدايةً الحفاظ على حدّ معين من «الاتزان»، حيث أعلن البيت الأبيض مساءً، أن مشاورات التنسيق بين الجانبين الأميركي والروسي بشأن العمليات الجارية في سوريا «لم تبدأ بعد»، فيما قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إن واشنطن قد ترحّب بالضربات الروسية «إذا كان هدفها الحقيقي هزيمة تنظيم داعش»، معتبراً أنه «لا يمكن هزيمة التنظيم ما دام (الرئيس السوري بشار) الأسد في السلطة». لكن وزير الدفاع الأميركي، أشتون كارتر، صعّد من حدة الخطاب، قائلاً إن الاستراتيجية الروسية في سوريا «تصبّ الزيت على النار»، مؤكداً أن الخطوة المنطقية المقبلة ستكون ثمرة محادثات أجراها مع نظيره الروسي تتركز على المشاورات المشتركة. وعدّ كارتر «الموقف الروسي المتناقض في ما خصّ الاستهدافات في سوريا سيؤجج الحرب الأهلية هناك». وفيما أشار إلى أن الجانب الروسي «يتميز بالوضوح في ما يرمي إليه»، قال إن استهداف المدنيين «سينقلب وبالاً على روسيا».
من جهته، عبّر نائب وزير الدفاع الأميركي، عن «قلقه من ضربات روسيا العدوانية في سوريا من دون محادثات معنا»، مؤكداً أن واشنطن «تحاول ترتيب اجتماع عسكري مع الروس». وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي إن روسيا أبلغت الولايات المتحدة في وقت سابق أمس، بإخلاء الأجواء في سوريا قبل نحو ساعة من بدء الضربات الجوية في محيط حمص، مؤكداً على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن الضربات الروسية «لن تغير شيئاً في المهمات الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، حيث سيواصل طلعاته فوق العراق وسوريا كما هو مخطط له لدعم مهمتنا الدولية لإضعاف داعش وتدميره».
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي قوله إن واشنطن ترى أن تحركات روسيا في سوريا «خطيرة»، مؤكداً أنه لم تكن هناك محادثات بشأن «عدم تعارض» العمليات.
في المقابل، سارعت واشنطن إلى إعلان تنفيذها ضربة جوية أمس، ضد أهداف تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» في محيط مدينة حلب. وأضاف أن الجيش الأميركي سيواصل تسيير طلعات جوية على الرغم من بدء روسيا عمليات عسكرية في سوريا.
ورغم الضوضاء الأميركية التي أعقبت الخطوة الروسية الأخيرة، علا صوت فرنسا بصورةٍ ملحوظة، منددةً بالغارات. وقال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، إن روسيا لم تبلغ بلاده بالضربات، «وهو ما يلزم لتجنب الاشتباك بين روسيا والقوات التي تقودها واشنطن»، فيما رأى وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان، أنّ «من الغريب» أن الضربات الجوية الروسية في سوريا لم تستهدف مقاتلي «داعش».
وكان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، قد أعلن أمس، أن رد الاعتبار للرئيس بشار الأسد في سوريا سيكون «خطأً أخلاقياً» و«سيؤدي إلى الشلل لأن السوريين أنفسهم لن يقبلوا بذلك، كذلك لن توافق على ذلك أي من الدول العربية السنية في المنطقة».
ونقلت «رويترز» عن مصدر دبلوماسي فرنسي قوله إن الضربات الروسية «هدفها في ما يبدو دعم الأسد من خلال استهداف جماعات المعارضة الأخرى». وأضاف المصدر أن ذلك «يتسق مع موقف روسيا منذ عام 2012 القائل بأنه حتى في حال وجود بديل فعال للأسد فإن موسكو لن تكف عن مساندته»، متابعاً: «سنرى ما سيفعلونه في ضرباتهم الأخرى».
أما بريطانيا فقد تمايزت عن المواقف الأوروبية المعلنة، حيث رحب وزير خارجية بريطانيا، فيليب هاموند، بعزم روسيا على استخدام القوة في مواجهة «داعش» في سوريا، داعياً موسكو إلى التأكد من أن ضرباتها الجوية استهدفت «داعش» والجماعات المرتبطة بتنظيم «القاعدة» لا «المعارضين المعتدلين». وأضاف أن «التحركات الروسية المؤيدة للنظام (السوري) «لا تتوافق مع التنفيذ الفعال للحرب على الدولة الإسلامية في سوريا».
من جهتها، طالبت ألمانيا عبر وزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير روسيا بـ «توضيح أهداف غاراتها الجوية في سورية بدقة»، مشدداً على أهمية التنسيق الدولي في الأنشطة العسكرية، وإلا «فسينشأ المزيد من سوء التفاهم». وأشار إلى أن التحرك العسكري منفرداً «لن يساعد في التغلب على الأزمة السورية»، مؤكداً «الحاجة إلى روسيا بالقدر نفسه من الحاجة إلى الولايات المتحدة والجيران الإقليميين للدخول في عملية سياسية».
من جهة أخرى، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول إسرائيلي قوله إن موسكو أبلغت إسرائيل أمس بأنها على وشك شنّ غارات جوية في سوريا قبل تنفيذها.
(الأخبار)
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي قوله إن واشنطن ترى أن تحركات روسيا في سوريا «خطيرة»، مؤكداً أنه لم تكن هناك محادثات بشأن «عدم تعارض» العمليات.
في المقابل، سارعت واشنطن إلى إعلان تنفيذها ضربة جوية أمس، ضد أهداف تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» في محيط مدينة حلب. وأضاف أن الجيش الأميركي سيواصل تسيير طلعات جوية على الرغم من بدء روسيا عمليات عسكرية في سوريا.
ورغم الضوضاء الأميركية التي أعقبت الخطوة الروسية الأخيرة، علا صوت فرنسا بصورةٍ ملحوظة، منددةً بالغارات. وقال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، إن روسيا لم تبلغ بلاده بالضربات، «وهو ما يلزم لتجنب الاشتباك بين روسيا والقوات التي تقودها واشنطن»، فيما رأى وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان، أنّ «من الغريب» أن الضربات الجوية الروسية في سوريا لم تستهدف مقاتلي «داعش».
وكان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، قد أعلن أمس، أن رد الاعتبار للرئيس بشار الأسد في سوريا سيكون «خطأً أخلاقياً» و«سيؤدي إلى الشلل لأن السوريين أنفسهم لن يقبلوا بذلك، كذلك لن توافق على ذلك أي من الدول العربية السنية في المنطقة».
ونقلت «رويترز» عن مصدر دبلوماسي فرنسي قوله إن الضربات الروسية «هدفها في ما يبدو دعم الأسد من خلال استهداف جماعات المعارضة الأخرى». وأضاف المصدر أن ذلك «يتسق مع موقف روسيا منذ عام 2012 القائل بأنه حتى في حال وجود بديل فعال للأسد فإن موسكو لن تكف عن مساندته»، متابعاً: «سنرى ما سيفعلونه في ضرباتهم الأخرى».
أما بريطانيا فقد تمايزت عن المواقف الأوروبية المعلنة، حيث رحب وزير خارجية بريطانيا، فيليب هاموند، بعزم روسيا على استخدام القوة في مواجهة «داعش» في سوريا، داعياً موسكو إلى التأكد من أن ضرباتها الجوية استهدفت «داعش» والجماعات المرتبطة بتنظيم «القاعدة» لا «المعارضين المعتدلين». وأضاف أن «التحركات الروسية المؤيدة للنظام (السوري) «لا تتوافق مع التنفيذ الفعال للحرب على الدولة الإسلامية في سوريا».
من جهتها، طالبت ألمانيا عبر وزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير روسيا بـ «توضيح أهداف غاراتها الجوية في سورية بدقة»، مشدداً على أهمية التنسيق الدولي في الأنشطة العسكرية، وإلا «فسينشأ المزيد من سوء التفاهم». وأشار إلى أن التحرك العسكري منفرداً «لن يساعد في التغلب على الأزمة السورية»، مؤكداً «الحاجة إلى روسيا بالقدر نفسه من الحاجة إلى الولايات المتحدة والجيران الإقليميين للدخول في عملية سياسية».
من جهة أخرى، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول إسرائيلي قوله إن موسكو أبلغت إسرائيل أمس بأنها على وشك شنّ غارات جوية في سوريا قبل تنفيذها.
(الأخبار)
ويمكن القول أن الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين متأكدين أن الضربات الجوية التي تقوم بها الطائرات الروسية بسوريا ليست موجهة لداعش إنما تعتمد على إضعاف المقاومين السوريين الدين باتوا على وشك الدخول الى قلعة بشار الأسد بدمشق .