سعيد
شبري
حرارة حملة الانتخابات الجماعية بمدينة فاس لا يضاهيها
الا قيظ شهر غشت، صراع مستتر وأخر ظاهر بين مكونات المشهد الحزبي، الكل عبأ ما
يملك من موارد بشرية و تقنيات ومعدات لإقناع جمهور المسجلين في اللوائح للتصويت
عليه، ليتمكن من الظفر بمقاعد في المجلسين اللذان يمنحانه حكم الجماعة أو الجهة،
خصوصا و أنهما يبدوان على مرمى حجر أو اقل من ذلك.
الرأي العام بمدينة فاس يتحدث عن التحدي الأكبر الذي أصبح
باديا للعيان، صراع العدالة والتنمية وحزب الاستقلال، هذا الصراع عرف بداياته منذ
اكتساح حزب الاستقلال لمقاعد المجلس خلال انتخابات 2009 التي منح على إثرها أغلبية
مريحة لم يحتج معها إلى تحالفات لتدبير المجلس، وتصاعدت وثيرة الصراع بين الحزبين
بعدما انسحب حزب علال الفاسي من حكومة بن كيران تاركا فراغا كاد يعصف بالحكومة.
منذ إعلان موعد الانتخابات لم يترك عمدة مدينة فاس، الأمين
العام لحزب الاستقلال حيا من أحياء المدينة و لا هامشا من هوامشها إلا ونظم فيه
تجمعا خطابيا يحشد إليه كل أنصاره، وأكبر هذه اللقاءات التجمع الجماهيري مع ساكنة المدينة
بملعب الحسن الثاني ، حيث شوهدت حافلات تقل الناس من كل مناطق المدينة وضواحيها إلى
المركب، وقد عرف هذا اللقاء حضورا لافتا، فسره خصوم العمدة على انه خطوات استباقية
للسيد حميد شباط خوفا من أن ينفلت المجلس من يد حزبه بعد التراجع الذي سجله خلال
الانتخابات البرلمانية 2011 وظهور قوى أخرى إلى جانب العدالة والتنمية تنافسه بقوة.
الاحتمالات كلها واردة و لا احد يمكن إن يرجح كفة هذا
الحزب على ذاك، و أكثر من ذلك هناك وجوه جديدة ظهرت في المشهد السياسي الانتخابي
تحت غطاء حزبي وأخرى بلبوس مستقل كما هو الأمر بالنسبة للائحة البديل الديمقراطي
لا يمكن أن تلغى من الحسابات الانتخابية.