adsense

/www.alqalamlhor.com

2015/07/26 - 8:56 م

سعيد شبري
يلاحظ المتتبع للشأن العام الوطني، أن المسئولين على تدبير قضايا التربية و التعليم ببلادنا قد اكتشفوا فجأة أن شهادة ''الباكالوريا'' فقدت قيمتها العلمية، بالنظر إلى حجم الغش الذي يمارسه تلاميذ هذا المستوى خلال الاختبار الإشهادي.
و تبعا لذلك تقرر تجنيد ترسانة من الأطر التربوية و الإدارية و الأمنية، و عدد لا يستهان به من ''اللوجستيك''، لوقف نزيف الغش، ورد الاعتبار لهذه الشهادة.
لكن السادة الوزراء المتعاقبون على هذه الوزارة دون استثناء، آثروا المقاربة الأمنية على المقاربة التربوية، ولم يطرح احدهم الأسئلة الجوهرية والمقلقة التي ينبغي الإجابة عنها بشكل جماعي، و التفكير في المخارج الممكنة لتجاوز الوضع المحرج الذي بات يعانيه، ليس فقط امتحان الباكالوريا بل الامتحانات الإشهادية، كلها ابتداء من مستوى السادس ابتدائي، و الوضع التعليمي بشكل عام، حيث الغش معكوس من فوق إلى تحت.
ما يحيط الامتحان الإشهادي للباكوريا من مفارقات، يدفع التلاميذ رغما عنهم إلى الاستعانة بكل الوسائل، و اغلبها غير قانوني لنيل الشهادة التي ربما تتيح لهم فرصة الولوج إلى عالم الشغل.
فالتلميذ يعيش كل يوم على إيقاع غياب مبدأ تكافؤ الفرص، ويطرح السؤال الذي يكاد يطرحه كل المتتبعين للشأن التعليمي:
 ما مدى مصداقية الباكالوريا في ظل احتساب نقطة المراقبة المستمرة؟؟ وما مدى تعبير هذه النقطة عن المستوى الحقيقي للتلاميذ، و ما مدى  تقييمها الفعلي لعملهم؟؟ وما حقيقة هذه النقطة؟؟ وما هي المقاييس المعتمدة في إعطائها؟؟ و ما الغرض من إقحامها في نظام الامتحان الاشهادي؟؟ في ظل استفشاء داء الدروس الخصوصية، والزبونية و المحسوبية؟؟ أم أنها هدية لمن يستثمر في التحصيل العلمي في التعليم العمومي و الخاص على حد سواء، لتكريس التفاوت بين فئات المجتمع في حق جماعي من المفروض أن يكون الولوج إليه متكافئا.