النجاح الدي وصلت إليه إيران من بعد الصمود لسنوات من الحصار،ولم تخضع لتهديدات أمريكا والغرب ،في الدي الوقت الديتبعثر فيهأموال الخليج في العالم بدل دعم الدول العربية وتقوية الديمقراطيات وجيوش العرب صاروا في الإتجاه المعاكس في دعم حكومات فاسدة وبدل من الإستثمار في اليمن وسوريا ومصر وفي دول مسلمة أخرى لتعود على الأمة العربية والمسلمة بالنفع ، إن إيران يجب أن تدرّس كنموذج للإصرار و المثابرة. إصرار على السير وِفق نهج استراتيجي مدروس.
إيران ورقة ضغطها كانت كتالي:
(1) الوصول إلى مستوى تكنولوجي صنعته البنية التحتية الجامعية و حمته منظومة استخباراتية قوية.
(2) الجبهة الداخلية المحمية من قبل مؤسسات قوّتها الانتخابات الدمقراطية، رغم التشويش الذي أعقب انتخاب أحمدي نجاد، و رغم محاولة النفاذ الغربي من خلال أقلية من الشواذ المستغربين.
(3) الانتهازية الكبيرة التي استغلت بها إيران الفرصة التي مُنحت لها من قبل غباء “بوش الابن” في العراق.
(4) سهولة اختراق مشيَخات الخليج .
(5) دوام الدولة العميقة، ممثلة في “البازار” الذي لم يتأثر بثورة الخميني، و أبقى على حلم الشاه باستعادة امبراطورية الفرس.
(6) كيمياء المزاوجة بين خرافات الملالي و مخابر الجامعات.
— —
رأينا درسا نموذجيا في التفاوض، قِوامه حصر الموضوع في الملف النووي و الملف النووي وحده. نجحت إيران في التوصل إلى التسليم الغربي بسياستها في الشرق. في إطلاق يدها في البؤر التي افتعلتها أمريكا و حلفاؤها في المنطقة. لأن المعتاد، في أي تفاوض للغرب من العرب، أن يتم خلط الملفات بحيث تصبح الرهانات هي على مقايضة ملف بآخر: أن تسكت أوروبا على “بينوتشي مصر” مقابل مفاعل للكهرباء النووية و مساعدة إسرائيل على غزة.
أن تسمح إسرائيل بشيكات قطرية لغزة، مقابل غض الطرف عن تمويلها لمسلحي سوريا و شمال مالي.
أن تتغاضى أمريكا عن إبادة الفلوجة، مقابل تمدد الأكراد و تثبيت دولتهم.
— —
استراتيجية إيران مبنية على استغلال المستجدات التي أعقبت سقوط الحائط: في الوقت الذي أبقى العرب على كل بيضهم في سلة أمريكا. تنبهت إيران إلى معطيات جديدة تشير إلى تنامي قطبية جديدة، قد تكون ثلاثية أو رباعية. الروس و الصين من جهة، و الواعدة في الهند و البرازيل و جنوب إفريقيا، من جهة أخرى.
الذي فهمه الإيرانيون أن أمريكا تستعد لنزال شديد القوة مع الصين. و تريد حماية ظهرها بالتنصل التدريجي من مشيخات الخليج. خاصة و أن دورهم، كمصدر للنفط، بدأ عدّه العكسي.
— —-
غضبة آل سعود الأخيرة، المتمثلة في قصف أفقر العرب، لن توليها أمريكا أي اهتمام. و لن تؤثر على التوجه الجديد القديم لأمريكا. ستزيد من ضعف العرب. حتى أن الورقة (الخاسرة) التي حاول المرحوم سعود الفيصل لعبها بالتقرب من روسيا، كمصدر للتسليح، كانت ظاهرة أنها “غنج” دبلوماسي لا عواقب له.
— —
هي فرصة لأن يعيد العرب، كل العرب، منظومتهم الاستراتيجية. أو خلق منظومة جديدة .