القلم الحر-متابعة
دت مصادر طبية ووسائل إعلام رسمية، اليوم الأربعاء، أن 18 شخصا على الأقل قتلوا، وسقط عشرات الجرحى في اشتباكات بين العرب والأمازيغ في مدينة غرداية الصحراوية الجزائرية، كما أحرقت عدة متاجر ومنازل.
واندلع العنف مطلع الأسبوع، وأرسلت قوات الأمن تعزيزات في محاولة لتهدئة الاشتباكات التي تجددت بعد أن اندلعت للمرة الأولى في 2013.
واشتد القتال يوم الاثنين وليل أمس الثلاثاء. وقال مصدر بمستشفى محلي: "توفي 15 شخصا متأثرين بجروحهم الليلة الماضية".
فيما ذكرت وسائل إعلام رسمية أن 3 أشخاص توفوا يوم الاثنين، معظمهم في بلدة القرارة الصغيرة القريبة من غرداية.
وقال مصدر إعلامي محلي إن عشرات الملثمين اشتبكوا بأسلحة بيضاء لمدة ساعات دون أن تتدخل قوات الأمن لتفريقهم.
وتقع غرداية على بعد نحو 600 كيلومتر عن مدينة الجزائر، ويعيش فيها العرب مع أبناء الأمازيغ من عرق بني ميزاب. وشهدت المنطقة اشتباكات كثيرة، إذ يتنافس العرب والأمازيغ على الوظائف والمنازل والأرض.
وأفادت وكالة الأنباء الجزائرية أن وزير الداخلية، نور الدين بدوي، وصل إلى غرداية في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء، ودعا زعماء القبائل إلى "التحلي باليقظة والحكمة".
وذكرت مصادر طبية ومحلية أن نحو 30 شخصا أصيبوا أيضا، بينهم 7 مصابين بجروح خطيرة خلال اليومين المنصرمين. كما أحرقت عدة متاجر ومنازل وسيارات.
والاشتباكات هي الأسوأ خلال السنوات القليلة الماضية. واندلعت أعمال عنف مماثلة في المنطقة العام الماضي، مما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل. وقتل 5 أشخاص في العام السابق.
وأعلنت وزارة الدفاع في بيان، أن قائد الناحية العسكرية الرابعة، اللواء شريف عبدالرزاق، زار المنطقة على أثر الأحداث، موضحا أن القائد العسكري "تلقى تعليمات من القيادة العليا تهدف إلى تكثيف الجهود التي تقودها مختلف الهيئات الرسمية وفعاليات المجتمع المدني من أجل تحقيق الصلح".
والتقى وزير الداخلية، نور الدين بدوي، بأعيان العشيرتين الأسبوع الماضي، ودعاهم إلى استعمال نفوذهم الرمزي بالمنطقة لدفع مئات الشباب المتهورين إلى التوقف عن استعمال العنف. وقال الوزير إن السلطات "ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه إشعال نار الفتنة بغرداية".