خص الأمين
العام لحزب الاتحاد المغربي للديمقراطية "جمال المنظري" جريدة " القلم
الحر" بحوار حصري وخاص، تطرق فيه إلى العديد من القضايا التي تهم المشهد السياسي
والاجتماعي، و مواقف الحزب بخصوص مختلف المستجدات المطروحة، و الانشغالات التي تهم
الحزب في الوقت الراهن
:
س : ـ ما هي الإضافة التي يمكن أن يضيفها حزبكم إلى المشهد
السياسي و الحزبي؟
ج : ـ أولا أشكر موقعكم على هذه
الاستضافة وعلى الاهتمام، أولا حزب الاتحاد المغربي للديموقراطية يعتبر نفسه بدون منازع
حزبا للشباب، فحوالي 80 في المائة ممن يشكلون الحزب هم من الفئات الشبابية، لأننا حملنا
على عاتقنا منذ البداية تشبيب الحياة السياسية من خلال الانفتاح على الكفاءات و ما
يميزنا يكمن في قناعتنا بأن لاديموقراطية حقيقية بدون ممارسة وبدون نخب قادرة على استيعاب
دروس الديموقراطية، فآلية الديموقراطية الداخلية هي أداة الحزب التي تميزه عن باقي
الأحزاب، و طريقة اشتغالنا بعيدا عن الأضواء و ما يهمنا اليوم هو البحت عن الإشعاع
و عن زرع مبادئ الحزب في أوساط المواطنات و المواطنين .
س : ـ تموقعكم في الساحة السياسية؟
ج : ـ ليست لنا حساسيات أو أية صراعات مع أحزاب المشهد
السياسي، فالتجربة الحزبية بالمغرب ناضجة رغم الإكراهات، و على ما أعتقد أن نظامنا
الحزبي في المغرب عرف العديد من التغيرات و من التأهيل المؤسساتي، لكن طريقة اشتغال
الأحزاب لازالت في بلدنا دون التصور المنشود، فاحتكار القرار الحزبي وعدم تجدد النخبة
الحزبية يساهم في العزوف السياسي و في عدم اهتمام الشباب بالسياسة، لكن عندما يعطي
حزبنا صوتا للشباب سواء في المسؤوليات أو القرار فإنه يساهم بذلك في تشبيب العمل السياسي
و ضخ دماء جديدة وهذا سيكون له نتائج إيجابية على مردودية العمل السياسي بدون شك
.
س : ـ مع أنكم حزب سياسي جديد استطعتم الإنغراس تنظيميا
بقوة في بعض الجهات ؟
ج : ـ نعم، الحزب أسس حديتا و مع ذلك استطعنا بفظل ديناميكية
التنظيم و الانفتاح على النخب أن يكون لنا موقع قدم في بعض الجهات خاصة في أقاليمنا
الجنوبية، نحن لا نعتبر أنفسنا بديلا لأي حزب، نحن تجربة سياسية جديدة لجيل الشباب
الجديد الذي عان من أعطاب الديموقراطية الداخلية للأحزاب، و عان من هيمنة الإقطاعات
السياسية، صحيح أننا لا نعطي أهمية للإديولوجيات و للأرضيات السياسية بقدر ما نسعى
الى تأطير المواطنين، انطلاقا من حاجياتهم و على ضوء مستوى العيش، ونحن ننفتح على كل
التيارات سواء يمينية أو يسارية أم إسلامية بشرط أن يكون للعمل السياسي منطلقا أخلاقيا،
يهدف إلى الارتقاء بالالتزام السياسي و بالتعاقد البرنامجي، فالأخلاق تقتضي أن نخاطب
الناس بصراحة أن نقول لهم ما يمكن فعله و ما لا يمكن تحقيقه، بعيدا عن الديماغوجية
و لغة الخشب .
س : ـ هل صحيح أنكم قادرون على تحقيق مليون منصب شغل في
ظرف أربع سنوات؟
ج : ـ نعم، و لنا برنامج لأجل القيام بذلك، أنظر مثلا
إلى رخص الصيد البحري، و النقل الخدماتي و السياحي، و إلى رخص التنشيط السياحي، و استغلال
الأراضي الفلاحية العامة، التي يمكن تفويتها للاستغلال إلى تعاونيات يمكن أن تحفز على
خلق الآلاف من فرص الشغل لدى الشباب المتعلم، انظر إلى مقدرات الشباب المغربي على الإبداع
وعلى خلق المقاولات الخدماتية و الصناعية، الشباب عندنا لا تعوزه الأفكار بقدر ما تعوزه
الامكانيات، و إذا كانت الحكومة عاجزة عن خلق هذه الإمكانيات و الفرص على الأقل ومن
الوازع الأخلاقي ينبغي لها أن تسعى الى خلق تنافسية نزيهة في متناول الجميع، وقد أن
الأوان لأن نقول بكل صراحة أن الشباب المغربي لا يتوفر على نفس الحضوض وعلى نفس الفرص،
بفعل المحسوبية و الزبونية و التهميش حتى عندما يتعلق الأمر بالفن و الإبداع..
س : ـ ما موقفكم من حكومة عبد الإلاه بنكيران؟
ج : ـ حكومة السيد عبد الله بنكيران، أخفقت في تدبير العديد
من الملفات الشائكة التي تؤرق الأسر المغربية، إن لم تكن قد عجزت عن ايجاد مشاكل للعديد
من المعظلات من بينها ملف التعليم و النقل و البطالة، وإن كان هاجسها الأولي هو الحفاظ
على التوازنات الماكرو اقتصادية و الموازنة، و لو أدى ذلك الى اتقال كاهل الطبقات الفقيرة
بالضرائب و ارتفاع الأسعار، ونبرز أن هذه الحكومة طوقتها العديد من الهزات، وماوقع
مؤخرا في الشبيبة والرياضة من كوارث و سوء تدبير، يعبر بالملموس عن أزمة هذا القطاع
وقطاعات أخرى، و أظن أن عجز الحكومة عن تدبير هذه الملفات له ارتباط بمستويين، أولا
غياب البرنامج وعدم الوضوح في منهجية العمل الحكومي، الذي يبقى تحكمه هاجسها هو القطاعية
مما يجعل التضامن الحكومي يبدو ضعيفا ويغيب المعالجة الشمولية، و إن كانت الحكومة الحالية
قد ساهمت في انقاد المغرب من الحراك الاجتماعي، إلا أنها لم تستطع تلبية حاجيات المغاربة
في قطاعات حساسة كالتعليم و الصحة و التشغيل والنقل و السكن، و هي قطاعات تنتظر فتح
أوراش كبيرة لوضع حاجيات المغاربة منها على السكة الحقيقية .
س : ـ ماذا عن تنمية الرباط كعاصمة للمملكة و كمدينة عرفت
اتساعا حضريا كبيرا و نمو هائل في السنوات الأخيرة؟
ج : ـ مدينة الرباط كما خطط لها صاحب الجلالة نصره الله
ستكون مدينة الأنوار، التي تزخر بالنخب المتقفة و بالفنانين و المبدعين، فهي أضحت تنافس
تقافيا و فنيا أكبر العواصم الدولية، و هذا الإشعاع الذي يميز حضارة ساكنتها العريقة
و انفتاحهم على الإبداع العالمي ويعطيها خاصية التجدد و الانفتاح مع الاعتزاز بأصالتها،
لدرجة يمكن أن نقول معها أن مدينة الرباط أصبحت تشكل رافدا من روافد التقافة العالمية
وملتقى للحضارات الانسانية، و نسعى من موقعنا في حزب الاتحاد المغربي للديموقراطية
إلى برنامج للتنمية المندمجة و التنمية المستدامة بالعاصمة من
خلال
تأهيل المجال و الحفاظ على الثروات البيئية و التاريخية التي تحتضنها العاصمة، وكذلك
من خلال تأهيل الموارد البشرية وزرع تقافة مدنية في أوساط الساكنة، و لن يكون ذلك إلا
بمجهودات من المستشارين ليكونوا في مستوى الأوراش التي يرعاها صاحب الجلالة، لتكون
العاصمة الإدارية للمملكة عاصمة مشعة في شمال افريقية و في دول ضفة الحوض الأبيض المتوسط،
وهذا هو المشروع الـتأهيلي الكبير الذي يريده صاحب الجلالة محمد السادس للرباط، فما
يميز تقافة الرباط كونها تحتضنا تقافة أفرو متوسطية منفتحة و متعددة الروافد
.
في سطور
السيد
جمال المنظري الأمين العام من مواليد 1962 أب لأربعة أبناء و ثلاثة أحفاد أستاذ محامي، شغل عدة مهام منها رئيس المرصد المغربي للحكامة المالية للجماعات
الترابية والثروات الطبيعية٬ ومستشار بمجلس مدينة الرباط٬ والكاتب العام للجمعية المغربية
لإنماء المعرفة القانونية، انتخب أمينا عاما للحزب خلال انعقاد المؤتمر الوطني الأول
للحزب يوم 05 ماي 2012 بالدار البيضاء٬ خلفا لعبدا لله أزماني الذي استقال من الحزب
يحب أن يرى بلده من بين أرقى دول العالم، بالنسبة لتكوينه السياسي كانت البداية مع
حزب الأصالة و المعاصرة قبل أن يغادره، نظرا لغياب الديمقراطية الداخلية حسب رأيه،
هوايته الرياضة و بصورة أدق ركوب البحر.
كاتب
بصم حياته الفكرية جان جاك روسو فعندما نقرأ أفكار هذا المفكر الذي بصم نهضة أوروبا
وعصر الأنوار نرى أن الحرية تمضي جنبا الى جنب مع الفطرة الإنسانية و مع الالتزام الأخلاقي
و التعاقد الاجتماعي يقول الأمين العام للاتحاد المغربي للديمقراطية
.
حاوره
(ه . ص)