adsense

/www.alqalamlhor.com

2015/06/21 - 1:51 ص


أحمد مصباح – الجديدة
عمت في اليومين الأول والثاني من رمضان، خلال الفترات المسائية، ما بعد العصر، فوضى عارمة في حي السعادة الأولى، أبطالها "شماكريا" وباعة متجولون مافتئوا يتنازعون أحقية احتلال الملك العمومي، على طول شارع جمال الدين الأفغاني، في "السويقة" العشوائية المقامة خلف مسجد السعادة، وفي الشوارع والأزقة المتفرعة عن هذا الشارع الرئيسي (شارع جمال الدين الأفغاني)،  بما فيها "السويقة" المقامة خلف مخر الشرطة، والتي كانت عرفت في الآونة الأخيرة، نزاعا دمويا بين باعة متجولين، أفضى إلى ذبح أحدهم من بطنه بسكين من الحجم الكبير، وإرساله في حالة حرجة على متن سيارة الإسعاف، إلى قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة .
وقد دخل باعة متجولون، أمس الجمعة، في نزاع عنيف، استل على إثره أحدهم في حالة هستيرية، بعد أن أحس ب"الحكرة"، سكينا وشرع في الاعتداء على نفسه، محدثا جروحا في عنقه. حيث سادت حالة من الرعب لدى المارة، ومستعملي الطريق وسائقي العربات، التي هدد "الثور الهائج" بتحطيم واقياتها الزجاجية. وهذا ما كانت الجريدة شاهدة عيان عليه. كما أن بعض "المرمضين" الذين يحرمون ظاهريا من احتساء الخمر و تدخين المخدرات و"القرقوبي" المنتشر بأحياء للازهرة والقلعة والسعادة، يتفوهون بالعبارات النابية وسلوكات لاأخلاقية، على مرأى ومسمع السكان والزبناء الذين يترددون على "سويقة" حي السعادة العشوائية.
و يعمد بعض "البلطجية" وأصحاب العضلات "المفتولة" إلى استخلاص مبالغ مالية والفواكه بالقوة وتحت الإكراه من عند الباعة المتجولين، على شكل ال"راكيت" الذي تفرضه المافيا على التجار، مقابل ضمان الحماية لهم.. حماية في مواجهة من؟!  بالطبع في مواجهتهم أنفسهم (البلطجية) من الاعتداء والبطش بهم، إنهم رفضوا الرضوخ لابتزازاتهم المتكررة، والتي تتم في "صمت". وقد أصبحت هذه السلوكات والتصرفات الإجرامية مألوفة في المشهد اليومي والواقع المعاش  بحي السعادة، الذي أضحى  يخيل لبعضهم أنه يقع خارج النفوذ الترابي للمدار الحضري للجديدة.
هذا، وقد عرفت حي السعادة، ظهر اليوم السبت، إنزالا أمنيا استثنائيا، لم يألفه السكان والمواطنون، منذ 14 شهرا، وذلك في غياب  الدوريات الأمنية التي غالبا ما تتركز وتتمركز وسط المدينة، حيث تكثر حانات الخمور و"السناكات"، وحيث تجد المخمورين يتيهون ليلا، وغالبا ما تسلب أموالهم وأغراضهم الثمينة وهواتفهم النقالة، في ظروف غامضة، قبل أن يتم اقتيادهم إلى مصلحة المداومة.
وبالمناسبة،  شوهد رئيس الأمن الإقليمي عزيز بومهدي،  ظهر اليوم السبت وللأول مرة، يتجول راجلا في حي السعادة، قصد متابعة الإجراءات الأمنية المتخذة، لردع الجريمة، قبل استشرائها لأتفه الأسباب، وبسبب "الترمضين". وهذه سنة اعتادها سكان مختلف الأحياء والتجمعات السكنية بعاصمة دكالة، تذكرهم بالعهد الأمني "الذهبي"، عهد والي الأمن السابق نور الدين السنوني. هدا المسؤول الأمني من طينة خاصة، والذي يعتبر بحق تجسيدا حيا لسياسة القرب، والتواصل والانفتاح على مختلف  الشرائح المجتمعية، والذي كان عامل إقليم الجديدة قال في حقه، عند انتهاء ولايته على رأس الأمن الإقليمي، أن رحيله يعتبر خسارة للجديدة.
وقد حل مكان هذا المسؤول الأمني المحنك  على رأس الأمن الإقليمي بالجديدة، الشاب عزيز بومهدي، والذي ترقى حديثا إلى منصب مراقب عام (45 سنة)، وحالفه الحظ في الظفر بمنصب المسؤولية الأمنية. نتمنى أن تدوم زياراته، وأن تشمل جميع الأحياء والتجمعات السكنية المترامية الأطراف،  والدواوير المتاخمة لعاصمة دكالة، والتي أصبحت خاضعة لنفوذها الترابي وداخل مدارها الحضري، وأن لا تكون هذا الزيارات  "مناسباتية"، أو تطبعها "الظرفية