بقلم الاستاذ حميد طولست
التكريم سلوك متحضر تحرص عليه المؤسسات الحكومية والجمعيات المدنية في البلدان التي تقدر مواطنيها ، فتترجم ذاك التقدير بالاحتفاء والاهتمام بمن يستحق ، فتمنحه الدروع التذكارية والشهادات التقديرية ، والهدايا الرمزية ، والنقدية والعينية. وقد قال فيه الله (ولقد كرمنا بني آدم) وقال الإمام علي كرم الله وجهه "من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق" فلا أفضل من شكر المحسن على عمله ، فشكر الناس من شكر الله و من أساليب الشكر والبر.. التكريم و ذكر الفضل لأهل ..
ولأجل ذلك احتضنت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط عشية يوم الجمعة 5 يونيو الجاري لقاء تواصليا حاشدا احتفالا بتقديم سيرة ذاتية عن المقاوم مولاي مسعود اكوزال تحت عنوان " "مولاي مسعود اكوزال رجل من أعلام الجهادين " قدمت خلاله شهادات مؤثرة في حق المقاوم من عدد من المتدخلين بينهم المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير ، تمحورت كلها في استعراض مناقبه وما قدمه من خدمات جليلة للحركة الوطنية باشتوكة ايت باها.
وحتى لو لم يكن مولاي مسعود أكوزال مقاوما ، ولم يقدم أي خدمة للحركة الوطنية ، فتكفيه عصاميته المثالية ويشفع له اجتهاده ومثابرته الخارقة ، طريقته ونظرياته المتميزة في التجارة ، التي حيكت حولها القصص والروايات الخيالية - والتي كان حري بالمعاهد والمدارس التجارية العليا أن تضيفها إلى نظرياتها في الماكوتينج - والتي استطاع بها تطوير تجارته التي بدأت بحانوت عادي لبيع الزيت بالتقسيط ، لتصبح شبكة حوانيت تصل إلى مئات الحوانيت في نهاية الخمسينات ، ويصبح معها مولاي مسعود من كبار تجار الجملة ، يوظف رأسماله المتراكم في شراء مجموعة من الشركات المختصة في مواد الصباغة ، شركة "ديليكلوز " سنة 1973 و"كلين" سنة 1978 ، تم اشترى شركة "شيميكولور" فاحتكر بذلك قطاع صناعة المواد الكيماوية المستعملة في الصباغة ، وبعدها اتجه إلى بناء مصنع خاص بتجميد الأسماك ، ليحتل في نهاية السبعينيات المركز الرابع من حيث القوة المالية على مستوى رجال الأعمال المغاربة .
إن هذه الحياة المليئة بالتجارب والغنية بالعطاءات ، تستحق أن يكرم صاحبها بما هو أهل له من إجلال وتقدير ، وتُكتب مذكراته بماء الذهب والفضة ...
ملاحظة هامة جدا: مداخل هذا الكتاب هبة لوكالة بيت مال القدس الشريف بالمملكة المغربية