adsense

/www.alqalamlhor.com

2015/03/29 - 1:23 م



   لاشك أن استقرار المغرب و أمنه يشكل بالنسبة للعدو قبل الصديق نموذجا أساسيا في محاربة الإرهاب، و ما إدعان الصديقة فرنسا و التي كادت أن تصبح عدوا لنا لاستئناف العلاقات الديبلوماسية و إبرام اتفاقية التعاون في المجال الأمني إلا مؤشرا على نجاعة و فعالية الأجهزة الأمنية في المقاربة الأمنية و اللوجيستية على مستوى مكافحة الإرهاب. و ما هرولة بعض دول المشرق في اتجاه المغرب للإستفادة من الخبرة الأمنية إلا علامة متميزة على حسن " المردودية و التصرف" للمخابرات المغربية في محاربة الجريمة المنظمة و العابرة للقارات... هذا الحجيج المشرقي و الغربي للإستافدة من سر نجاح المغرب في مكافحة الجريمة و غيره من الأسباب الأخرى  سيدفع بلا شك الدولة المغربية ألى تأسيس "المكتب المركزي للأبحاث القضائية" و الذي من شأنه أن يخرج " ديستي" إلى العلن و يمركز مجموعة من المهام بالإضافة إلى الاشتغال في الوضوح و تحت إمرة النيابة العامة مما سيدفع بعجلة تكريس دولة القانون وحرية اتخاذ القرار في إطار المؤسسات و المشروعية.
   و ليس من الصدف ان يلازم إحداث هذا المكتب تفكيك خلية إرهابية كانت تستعد لتنفيد مخطط إرهابي خطير يستهدف إلى جانب زعزعة و استقرار الدولة شخصيات سياسية و عسكرية و كذلك مهاجمة العناصر الأمنية للإستحواد على أسلحتها الوظيفية لأجل استعمالها في المخطط الإرهابي.
   فـ " FBI  المغربي" = المخابرات المغربية كانت تراقب أنشطة هذه الخلية  لمدة أكثر من خمسة أشهر، و لم تستعجل التدخل إلا بعد استجماع مجموعة من المعلومات عن هذه الخلية التي كان عناصرها موزعين في كل من أكادير، طنجة، العيون، أبي الجعد، تيفلت، مراكش، تارودانت، عين حرودة و العيون الشرقية.
   هذا التصدي الاستباقي للتهديدات الإرهابية سيترك في أغلب الظن انطباعا إيجابيا لدى المستثمرين الأجانب و يحفزهم للإستثمار في المغرب مما يؤكد أن النمو الاقتصادي يلازم الاستقرار الأمني. بل أكثر من ذلك، أن المواطن العادي سيتولد لديه شعور بالإطمئنان  و اعتزاز بأجهزة دولته و حب انتمائه لوطنه الذي يسهر على حمايته و حماية أهله وعرضه... فحيما نلتفت إلى دول غير بعيدة عنا كتونس و ليبيا ومصر و التي تأن باضطراد مستمر تحت الضربات الموجعة للإرهاب لا يسعنا إلا أن ننحني إجلالا و تقديرا للعيون المنفتحة و التي لا تأخدها سنة و نوم على أمننا و استقرانا.
   نقول !bravo لـ "FBI المغربي" على مجهوداته الجبارة في مكافحة الجريمة المنظمة داخل الوطن؛ و ! bravo له كذلك على تطوير آليات اشتغاله انسجاما مع المد الحقوقي الكوني و تناغما مع متطلبات دستور المملكة في نفس الاتجاه؛  و! bravo كذلك على موارده البشرية ذات التكوين العالي المتوازي مع تطور الجريمة و مع ظرفية التهديدات الإرهابية .
  ! bravo لــ "FBI المغربي" الذي بات يوازن بين احترام حقوق الإنسان و حماية الوطن من مختلف التهديدات.

 المصطفى منعــوت