شرعت مدرسة الغربة تقدم خدماتها لأبناء دوار الغربة منذ بداية تسعينيات هذا القرن، و كانت ضمن تراب جماعة الحوزية، و مع التوسع المجالي لمدينة الجديدة و تطورها بات تراب هذه المدرسة نقطة امتصاص لنزيف الهجرة المزدوجة ، من و إلى الجديدة، مما ضاعف من حجم المؤسسة لاستيعاب أبناء المنطقة، إذ بلغ عدد الأقسام حاليا 18 قسما بمعدل أكثر من 40 تلميذا و تلميذة أي ما يقارب 740 متمدرس (ة) في المجموع حسب إحصائيات هذا الموسم، غير أن هذا التوسع الكمي لم يلازمه تأهيل المؤسسة على مستوى البنيات التحتية ( مرافق صحية، ربط المدرسة بشبكة الماء الصالح للشرب، ترصيص ساحتها و تسوية مستواها، مطعم مدرسي، مكتبة أو حجرة متعددة الوسائط...) نظرا لغياب بيئة حاضنة للمدرسة لأن ــ المدرسة العمومية ــ أضحت مشروعا مجتمعيا يتقاطع إصلاحه المادي بالخصوص عند كل الشركاء الذين هم في النهاية البيئة الحاضنة للإرتقاء بها، فحسب التوجه الجديد للتدبير، لم تعد المدرسة العمومية و قفا على الوزارة الوصية فقط و إنما عكس ذلك.
وتشاء الأقدار، أن يقوم السيد مدير الحي الجامعي بالجديدة بزيارة للمؤسسة قصد الترتيب مع مدير المدرسة للقيام بأنشطة فيتفاجأ بأحوالها الهشة و خاصة فيما يتعلق بانعدام الماء و عدم استعمال المراحيض الشئ الذي دفعه بربط الاتصال بالسلطات المحلية قصد التدخل و إنهاء معاناة المدرسة. و هكذا بدأت الانطلاقة الفعلية لعملية واسعة من الاصلاحات من طرف السلطات المحلية و كذلك من طرف جمعية الحي الجامعي تحت الإشراف الفعلي للسيد مدير الحي.
بداية هذه الأشغال، التي يشرف عليها رجال السلطة ابتداءا من السيد الباشا إلى السيد المقدم مرورا بالسيد القائد و خليفة القائد، انتهت لحد الساعة بحفر بئر و تجهيزه بكل ما يتطلبة من اللوازم من ضخ الماء إلى جنبات المؤسسة؛ ثم تشييد 241 متر مربع للزيادة في علو سورمحيط المدرسة و تعويض الباب المهترئ بباب حديدي جديد سيكون مدخلا خاصا للعاملين بالمدرسة. و درءا لللأخطار المحتملة من الطريق ارتأى المتدخلون إضافة مدخل خاص بالتلاميذ مع بابه الحديدي كذلك بعيدا عن الطريق التي هي بجانب المؤسسة. كما أن هذه الأشغال ستطال باقي حاجيات المدرسة حسب تعهدات كل من السيد باشا المدينة و السيد قائد تراب المدرسة.
أما تدخل أعضاء جمعية الحي الجامعي فستطال إصلاح جميع الأقسام من زجاج و نوافذ و طاولات و إعادة هيكلة صنابير المؤسسة بالإضافة إلى تشجير المؤسسة و تبييض سورها ...
إصلاح و تأهيل هذه المؤسسة ترك انطابعا إيجابيا لجميع التلاميذ و العاملين بها و كذا أباء و أولياء التلاميذ و في مقدمتهم رئيس جمعية الأباء. و بالمناسبة فهم مدينين بالشكر و التقدير و الامتنان لكل المتدخلين الذين عملوا على إنهاء الإهمال و التهميش الذي طال المدرسة عقدين من الزمن، و في مقدمتهم السيد باشا المدينة و السيد القائد و السيد مدير الحي الجامعي.