إلى عهد ليس بالبعيد، كان سكان مدينة الجديدة يعيشون على إيقاع مدينة هادئة، جميلة، رومانسية و نظيفة؛ حازت أكثر من مرة على جوائز في النظافة و الأمن و الأمان و ذلك بتدبير رجال كنا نسخر منهم و نجعل من كلامهم مواضع للضحك... لكن مع مرور الوقت بات الجيل الرابع و الخامس بالخصوص يتحسر و يرثي أيام كانت الجديدة تؤثت مجالها لأبنائها بمجموعة من المقاهي المشهورة كمقهى " افيخرة" و مقهى التجار المعروفة ب مقهى "طارق" و مقهى العنبرة و دور السينما كمرجبا ، ديفور، الريف... و المجالات الخضراء كعرسة " اسبيني" و حديقة محمد الخامس وحديقة سيدي الضاوي إلى جانب هذه الأماكن كان الفرد الجديدي يطوف يوميا في الشارع المشهور باستيعابه لأبنائها ابتداءا من مسجد بن الحمدونية إلى حدود فندق دكالة سابقا و الذي بات خرابا لايعلم مصيره إلا الراسخون في علم تدبير شأن المدينة.
الجديدة باتت تبكي على شارعها الذي كان يتدفق عليه أهلها فرادى و جماعات و يستمتعون بالترجل و مشاهدة الأحباب و الأصحاب ، هذا الشارع تم احتلاله من طرف الباعة المتجولين، و يمسي و يصحو على الأزبال لا لشئ إلا تهاون شركة النظافة و
تقصير المجلس البلدي في هذا الاتجاه .
مظاهر عديدة لسوء التدبير التي تعاني منها مدينة الجديدة على مستوى النظافة؛ فالأزبال تغزو الشوارع والأزقة لتحاصر حركة السكان، ووضع بيئي مزري تعيشه المدينة منذ بدء هذه الشركة ومن ورائها ذووا النفود، ففي وقت استبشر أهل هذه المدينة خيرا بعد دخول قطاع النظافة في المدينة حقبة جديدة بحصول الشركة على تمديد العقد للمرة الثانية من صفقة التدبير المفوض لقطاع النظافة في المدينة لازال الحال لم يتغير و لا زالت المدينة تحن لزمنها الجميل...
المرحلة الانتقالية التي عرفها تدبير ملف النظافة لم يمر حسب الساهرين على المجلس الجماعي للمدينة بشكل سلسل، بل إن الحالة المزرية التي أصبحت تعيشها أزقة وشوارع المدينة بفعل تراكم الازبال، تؤكد بالملموس صعوبة التدبير الميداني وغياب آليات الاشتغال التي حالت دون انطلاق عمل في مستوى تطلعات أهل المدينة على نظافتها .أمام غياب بشائر التغيير تبقى الآمال معلقة على المخطط الاستعجالى لإنقاد المدينة من حالة الفوضى التي تعيشها، خصوصا بعد حالات الفشل التي سجلتها شركات التدبير
المفوض في حل هذا الملف . و يبقى الفرد الجديدي يعيش على إيقاع نوستالجيا الزمن الجميل .