كم استهوتني تلك الكلمة التي قالها رئيس الحكومة السيد عبد الالاه بنكيران إن النار كانت كافية لتسخين الطنجرة لكنها لم تكن كافية لاحراقها. وتمنيت لو اضاف توضيحا آخر هو ان المغاربة لهم خاصية عن غيرهم بالدول العربية.ومنها ان المغاربة يدركون جيدا ان حرق الطنجرة لن يفيد في شيء .ولا انكر ضربة المعلم من طرف جلالة الملك محمد السادس بخطابه بتغيير الدستور واجراء انتخابات قبل اوانها .وتم بذالك افراغ محتوى المطالب التي كانت ترفع في تلك الفترة من خلال المظاهرات أي ما يسمى برياح الربيع العربي التي كانت تهب علينا و التي شبت في جميع المدن المغربية تقريبا والمطالبة بالتغيير .ولكن تبقى الكلمة الاخيرة لهذا الشعب الذي استشعر بخطورة الوضع لو حرقت الطنجرة وما سيترتب عليها من أضرار لهذه البلاد والعباد .وكانت فكرة راسخة في دهن كل مواطن مغربي ان المشكل ليس في الملكية انما في الحكومات السابقة .المشكل في الاستبداد وفي توزيع الثروة واستعمال السلطة لمصالحهم الشخصية.وان المشكل الاساسي هو الفساد المتفشي من طرفهم.ويمكن ان اضيف خاصية اخرى لدى المواطن المغربي هو حبه لبلده حب دفين لا يظهره عكس الشعوب الاخرى التي تتغنى به امام الكل .ولكن المغربي له رؤية بعيدة المدى ويعرف جيدا ان عيونا متربصة بهذا الوطن الحبيب سوف تستغل كل هفوة او تخاذل من طرف او جهة ما.أما الاساسي في خاصية المغاربة انهم لا يمكن ان يتحملوا يوما واحدا أن يستولي أجنبي على الحكم بالمغرب ويصبح هو الآمر والناهي لهم.لشيء بسيط راسخ مند القدم مند اكثر من 12 قرنا لذى المغاربة.وهو انهم لم يألفوا حكما من غير سلاطينهم أي من من دمهم وصلبهم وجلدتهم وقد عايش اجداد اجدادنا مند عهد الأدارسة.والفاطميون.والمرابطين.والموحدين.والمرينيون.والوطاسيون.والسعديون.واخيرا العلويون.وبهذا تم الاجماع على ان المساهمة في الاصلاح ضرورية و لابد من الحفاظ على المؤسسات لانها ليست شيئا قابلا للتبديل والتغيير في كل لحظة .ولا يمكن تسليم كل تلك التضحيات التي قاموا بها اجدادنا في الحفاظ على خصوصيتنا واهدائها للغير بهفوة عن غير قصد .وتبقى خاصية المغاربة في تدوق طبخة الطنجرة على نار هادئة قابلة للإطفاء في اية لحظة استشعروا فيها انها صارت جاهزة للأكل.وبالمعنى الصحيح ان الوطن اولى الاولويات تم السلاطين بعد ذالك لانهم يعتبرون من الصالحين الذين عايشناهم ابا عن جد وبهذا سمي المغرب بأرض الصالحين