adsense

/www.alqalamlhor.com

2015/02/12 - 7:54 م

Résultat de recherche d'images pour "Daech"

كثيرة هي تلك الأسئلة التي تتراقص في ذهن أناس كثيرين حول ماهية و حقيقة "داعش" و من خلفهم ومن يدعمهم ... من قبيل : لماذا استطاعت "داعش " أن تتوسع بسرعة كبيرة جغرافيا في كل من سوريا و العراق؟ و لماذا لا تكن لإسرائيل عداوة مضمرة كتلك التي تضمرها للشيعة ؟ و لماذا قيادات هذا التنظيم يجهرون بالفم الملئان أنهم قادمون إلى السعودية و غيرها من الدول الإقليمية  دون الإشارة  لا جهرا و لا سرا لدولة إسرائيل ـ عدو المنطقة المفترض ـ ؟ و من يشتري بترول "داعش " ؟ و كيف ؟ و هل فعلا أن فيديوهات جز رؤوس الرهائن و خاصة الأمركيين منهم حقيقة أم أن في الأمر دعاية هوليودية لمقاطع خيالية كأفلام  "الأكشن" لإنتاج صورة محددة و مسبقة من المخرج لتنظيم " داعش" ؟  و هل أمريكا جادة في نيتها للقضاء على "داعش" ؟ و لماذا باتت هذه الدولة التي عمرها لا زال لم يتجاوز سنتين " بعبع" المنطقة؟ و هل فعلا ما تقوم به يعكس الممارسة الفعلية و الصحيحة لمبادئ وتعاليم الإسلام ؟ ....
    من يبحث عن الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها، سيتولد لدينه انطباع إن لم نقل قناعة بأن "داعش" هي صناعة و نتاج غريب عن خصوصيات المنطقة وثقافتها بل عن خصوصيات الثقافة العربية الإسلامية ... فالبحث في حقيقة "داعش" قد يبدأ من البحث في حقيقة أميرها المؤسس أبو بكر البغدادي.
   هو إبراهيم عواد إبراهيم البدري ، من مواليد 1971 عراقي الأصل، اعتقلته القوات الأمريكية في 4 يناير 2004 لمدة 3 سنوات في سجن "بوكا" الأمريكي على الحدود العراقية الكويتية، و حسب تصريح أحد المترجمين الذي كان يعمل مع القوات الأمريكية قال بأن أبا بكر البغدادي كان نزيلا في فندق و ليس سجينا، و كان يتمتع بامتيازات كبيرة و لا يسمح لأحد بزيارته أو بالدخول إليه إلا بتصريح  أمني عالي المستوى الشئ الذي ربما قد يكون طريقا إلى فرضية "تأهيل البغدادي" لقيادة تنظيم جديد بآليات محلية لكن بهندسة و إخراج استخباراتي؛ و ما يغزز هذا الاتجاه، ما ذكرته و زيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري اكلينتون في مذكراتها و التي اعترفت فيها بأن " CIA" هي التي صنعت و أنتجت ظاهرة "داعش".
  و مما يزيد من تأكيد أو على الأقل ـ احتمال الفرضية السابقة ـ أن أبا بكر البغدادي حينما خرج من السجن الأمريكي أسس تنظيما تحت إسم "جيش أهل السنة"، ثم التقى بأبي مصعب الزرقاوي و أعلن انضمامه لتنظيم القاعدة و أصبح الرجل الثالث في التنظيم، و بعد ذلك، لم يمر أكثر من شهر ليتم اغتيال أبي مصعب الزرقاوي. فهل، بالنتيجة، أن المؤامرة على الاغتيال اعتمدت على إقحام أبي بكر البغدادي؟ بعد ذلك تولى قيادة القاعدة في العراق خلفا لأبي عمر البغدادي ,ثم أجهز بالكامل عن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين و تصفية عناصره الفاعلة لتمهيد الطريق للإعلان عن تأسيس التنظيم الجديد " الدولة الإسلامية للعراق و الشام".المعروفة اختصارا ب "داعش"
   و نكاد نجزم بأن ما حققه التنظيم على أكثر من مستوى، و خاصة المستوى الأمني و العسكري، تجاوز حدود الواقع الفعلي لإمكانيات دولة في طور البناء و التأسيس، (أنظر صيرورة و حجم الدول التي أنشئت بعد حقبة الاستعمار). فإيقاع و سرعة التأسيس وتشكيل مؤسسات التنظيم ما كان ليتحقق لو لا في الأمر ما فيه! فداعش ، إن جاز لنا الجزم، هو في نهاية المطاف آلية و وسيلة لتحقيق مشاريع غربية و خاصة أمريكية كانت تسعى لتحقيقها بطريقة أو بأخرى ( مشروع الشرق الأوسط الكبير) اعتمادا على دولة إسرائيل ( حرب 2006 ضد حزب الله اللبناني)؛ لكن الطموحات غالبا ما تصطدم بواقع غير محسوب، لذلك جاء هذا التنظيم ليكون طريقا لتحقيق جملة من الأهداف تخدم المصالح الغربية أكثر من غيرها و نذكر على سبيل المثال:
·         بيع النفط لشركات غير معروفة  عبر تركيا و إعادة تسويقه.
·         تضخيم قوة "داعش" لترهيب الدول الإقليمية للاحتماء بأمريكا و بالتالي إبرام عقود أمنية و عسكرية يكون ريعها استنزافا لخزينة الأولى و ربحا للثانية و بالتالي التدخل في سيادة و قرارات الشؤون الداخلية (المثال الواضح الآن هو مشروع إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية شمال العراق دون الرجوع إلى مجلس شعب العراق ...)
·         خلق حرب دينية بين السنة و الشيعة .
·         تشويه صورة الإسلام.
·         اعتبار "داعش" آلية تخفي صراع القوى على المنطقة و خاصة صراع المصالح ضد كل من الصين و روسيا.
·         تسهيل سيطرة "البشمركة "  ـ حليفة إسرائيل ـ على أراض كبيرة من دولة العراق تحت حجة طرد "داعش"  و الحماية الأمنية.
·         تفتيت المنطقة و إضعاف الدول المركزية ( العراق ، سوريا، ليبيا، اليمن، و مصر لاحقا بالنظر للتفجيرات في شمال سناء و التي تستهدف الجيش و الأمن ).
·         الإبقاء على إسرائيل قوة إقليمية في المنطقة.
·         إعادة تشكيل المنطقة سياسيا ،مذهبيا وجغرافيا على مقاس المصالح الغربية.
    و بالنظر إلى ماتقوم به دول التحالف ضد "داعش" لا يعدو أكثر من ضبط إيقاع التنظيم ضمن الحدود المرسومة له، و بالتالي إبقاءه كـ "بعبع"  لترهيب الدول و خاصة المنتجة للبترول لاستغلال عائداتها من  الذهب الأسود  عن طريق بيع الأسلحة و تغطية فواتير الحملات العسكرية .

المصطفى منعوت