كل التضامن مع المناضل عبد الرحمان اليوسفي في محنته ، كل الاعتزاز بالتفاعل مع
سلوكاته وأخلاقه وتبني مبادراته واختياراته المبدئية ، فالرجل لم يخطئ في المبدأ ولن
نختلف أن له أخطاء في الممارسة من سوء التقدير وقصور في التحليل ، وهو يقر بذلك
وينتقد الذات ، لا ينكر أن خدمة الوطن قبل الحزب قد حرفت نحو تحقيق غايات أخرى ،
وهو لا يهمه ما تعرض له في مطار محمد الخامس و لا في أروقة ذويه ، بقدر ما يحز
في نفسه ما يتعرض له من عدم اعتبار من قبل تلامذته ورفاقه في النضال
، المخضرمين
منهم والمجايلين ، دون الشرفاء والنشامى ، فرغم وضعه الصحي المتدهور ، أبى إلا أن
يواصل مشواره خارج السكة المرسومة له هنا وهناك بلا ندامة ، فلا هو أصولي ولا هو
وصولي ، ترك لهم امتهان المقاومة واحتراف المساومة ، و ترفع عن امتياز سلطة
المداومة وسياسة الريع والنعامة ، فغضبه التاريخي بالاستقالة لأكبر علامة ، نتمنى له
كامل الصحة والسلامة ، دمت مخلصا لخط التحرير ، فلن تنال « الإهانات » القاصرة
من نماذج ذات نفس القامة والهامة ،