adsense

/www.alqalamlhor.com

2015/01/20 - 10:34 م


Mohammed Alami
محمد العلمي
نقلا عن قناة الجزيرة : واشنطن

تحولت قضية الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو إلى قضية أميركية داخلية، وموضوعا للمزايدة السياسية والإعلامية بين أحزاب اليمين واليسار، وأحيت نقاشا حول مواضيع كان يعتقد أن الزمن قد تجاوزها.
ولاحظ المراقبون أن حدة نبرة اليمين الأميركي المتشدد ضد الإسلام والمسلمين ازدادت بعد الهجوم على شارلي إيبدو، وعمد لاستخدام الهجوم على الصحيفة الفرنسية وسيلة لبذر العنصرية وزيادة الكراهية ضد المسلمين في أميركا.
حلقة الثلاثاء 20/1/2015 من برنامج "من واشنطن" توقفت عند هذه الظاهرة، وتساءلت عن احتمال قيام فرنسا باتخاذ الإجراءات والتدابير الأمنية والعسكرية نفسها التي اتخذتها السلطات الأميركية داخليا وخارجيا عقب أحداث 11 سبتمبر.
من جانبه، انتقد رئيس جمعية العلاقات الأميركية الإسلامية نهاد عوض استغلال مجموعات يمينية متطرفة وبعض محطات التلفزة الأميركية حادثة الهجوم على الصحيفة الفرنسية، وتوظيفها لتكريس صورة نمطية عن الإسلام، مفادها أن المسلمين يتخذون من العنف وسيلة للتعامل مع الآخر.
ومن ناحيته، أشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة "ميريلاند" شبلي تلحمي إلى أنه نشر استطلاعا للرأي كشف عن أن اليمين المتطرف في أميركا يعتقد أن جميع المسلمين يؤيدون تنظيم الدولة الإسلامية بينما يرفض الديمقراطيون ذلك.
تدابير فرنسا

وفي ما يتعلق باحتمال لجوء فرنسا لاتخاذ التدابير نفسها التي اتخذتها واشنطن عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول حذر المفكر والناشط الفرنسي برنارد هنري ليفي من خطر أن تقدم بلاده على هذه الإجراءات التي وصفها بـ"الخطأ الأميركي".
ودعا ليفني السلطات الفرنسية للتعلم من نتائج فشل قوانين مكافحة الإرهاب في أميركا، مشيرا إلى أن الكثير من مسلمي فرنسا هم مواطنون فرنسيون مخلصون لوطنهم فرنسا ولديمقراطيتها، معربا عن سروره بمشاركة أعداد كبيرة من مسلمي فرنسا بمسيرة باريس المناهضة للعنف.
وأقر ليفني بأن الأغلبية العظمى من الشباب المسلمين في فرنسا تعاني من التهميش والبطالة، لكنه شدد على أن ذلك لا يعني أن جميع المسلمين الذين يعانون البطالة هم "إرهابيون".
أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة "ميريلاند" شبلي تلحمي فأشار إلى وجود حالة من الغضب تعتري العالمين الإسلامي والعربي مردها السياسات الغربية تجاه العديد من القضايا في المنطقة، وقال إنه بالنظر إلى تاريخ التدخلات الأميركية في الشرق الأوسط يتضح أن النتائج في الأغلب سلبية، مؤكدا أن ذلك يعود لعدم إدراك الغرب طموحات الشعوب.
بدوره، رأى الأستاذ الزائر في جامعة "جورج تاون" عماد شاهين أنه لا يمكن النظر للهجوم الذي شهدته باريس مؤخرا بمعزل عن العنصرية والاستعلاء الثقافي المستشريين في الغرب.
ووصف شاهين الأزمة الحالية بأنها معقدة جدا لأنها ليست أحادية الجانب، وتساءل عن مغزى أن يتسبب مقتل 17 فرنسيا داخل باريس بكل هذه الضجة، بينما لا يحرك أحد ساكنا تجاه مقتل المئات والآلاف في سوريا والعراق وباكستان ونيجيريا وفلسطين.
وحذر الأستاذ الزائر من مغبة السقوط في فخ أن الدين الإسلامي هو المسبب الأساسي للإرهاب، وقال إن المطلوب هو ثورة سياسية وليست دينية في كل العالم الإسلامي توفر الحرية على مستوى القيم والممارسة.
كما أبدى شاهين أسفه لحالة الاستقطاب التي تسود الخطاب السياسي داخل العالم الإسلامي وباقي دول العالم، وتحسر على غياب القيادات السياسية المؤثرة في العالم الإسلامي، ووصف مظاهرة باريس التي شارك فيها قادة من دول العالم بأنها أكبر مظاهرة "نفاق" في العالم.
حرية التعبيرمن جهة أخرى، برر المفكر الفرنسي ليفني قيام صحيفة شارلي إيبدو بإعادة نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، معتبرا أن ذلك يدخل في إطار الحقوق التي تكفلها الجمهورية العلمانية للجميع في حرية التعبير، رغم تفهمه استياء البعض من إعادة نشر هذه الرسوم.
واتفق الاستاذ الجامعي تلحمي مع وجهة النظر هذه، مؤكدا أن فرنسا لديها قوانين وعلى جميع المقيمين فيها أن يحترموها.
وهو الرأي نفسه الذي تبناه عماد شاهين الذي قال إن بعض مبادئ الديمقراطية وحرية التعبير في فرنسا تعتبر أعلى وأهم من المقدسات الدينية، ويجب على الجميع احترام ذلك والتعايش معه.