في رثاء أخي وشقيقي أحمد لمرابط :
بقلم: صلاح الوديع
بعين دامية أرثيك، وبقلب مثقل بالحزن أبكيك. كنت شهما كما يكون الرجال. كما نقول نحن هنا في المغرب: “هاداك راجل” لنقول أنه يتمتع بكل سمات المروءة والشهامة والبذل، بما في ذلك بذل للنفس التي لا تعوض بشيء.
أخي وشقيقي الغالي،
رأيتُ بأم عيني كيف فارقتَ الحياة. رأيت كيف أجهز عليك القتلة وأنت جريح ساقط على الأرض.
قبل اليوم رأيت على اليوتوب قتلة آخرين يجهزون على ضحايا آخرين هناك في فلسطين أو العراق أو سوريا أو لبنان…
وذرفت نفس الدمع في صمت. فروحك تساوي نفس قيمة أرواح الضحايا الآخرين. عندها لذت بكلماتي لكي أصرخ بما في الصدر من غضب ورفض وتضامن وغثيان…
رأيت، بل رأى العالم كله كيف حاولت أن تحمي الآخرين وأنت ساقط على الأرض. وسمعت الشهادات عنك. جئت على دراجتك لتقوم بواجبك، حاولت القيام بكل ما في وسعك لتوقف المهاجمين. كنت تصرخ في المارة وأنت ساقط على الأرض طالبا منهم الابتعاد عن منطقة الخطر والاختباء حتى لا يصيبهم الرصاص. كنت تحميهم بجسدك الجريح وأنت تعلم خطورة ذلك على حياتك وتعرف قسوة القتلة…
وحتى لو اعتمدنا منطق القتلة المجرمين، فهل أنت صحافي تجرأ على أحد؟
كنت فقط تحمي أرواح الآخرين.
لم يلق القاتل الوحش البليد وهو يقتلك بدم بارد، لم يلق بالا إلى أنك من أبناء جلدته وأبناء دينه، الدين الذي يدعي الدفاع عنه… لا يهمه من يكون القتيل. المهم هو القتل.
كان يقتلك، وكنا نرى، حتى دون أن ينظر إليك. رفعت رأسك وخاطبته كأنك ترميه بالإدانة التي تساقطت عليه من علياء الله ونزت تحته من قلوب وأكباد البشر.
كانت طلقة مجرمة. طلقة دون رحمة، طلقة دون شفقة. طلقة يعلم أنها تستقر في جسدك المسجى، تمزق حياتك للأبد. لا أنتَ الصحفيُّ المقصود بالتصفية الإجرامية، ولا أنت المتصدي له بالسلاح. ولا أنت القوة العاتية التي لا قبل له بها…
سيد الأمر كان. سيد الحياة والموت، اعتقد. المنفلت من عقال أي قيمة بناها البشر على مر الأجيال. هو المدان أمام أنظار العالم جميعا… هو المدان. وكل القتلة من أمثاله من أي دين أو بلد. وأنت الباقي بين الأحياء، نموذجا للشهامة والتضحية.
تحياتي وعزائي لأسرتك الصغيرة ولصديقك رجل الشرطة الراحل بدوره، فرانك برانسولارو.
ستظل صورتك في كياني ما حييت، ليس لأنك مسلم وليس لأنك مغربي، وليس لأنك عربي، لكن لأنك إنسان بما في الكلمة من معنى.
أخي وشقيقي الغالي،
رأيتُ بأم عيني كيف فارقتَ الحياة. رأيت كيف أجهز عليك القتلة وأنت جريح ساقط على الأرض.
قبل اليوم رأيت على اليوتوب قتلة آخرين يجهزون على ضحايا آخرين هناك في فلسطين أو العراق أو سوريا أو لبنان…
وذرفت نفس الدمع في صمت. فروحك تساوي نفس قيمة أرواح الضحايا الآخرين. عندها لذت بكلماتي لكي أصرخ بما في الصدر من غضب ورفض وتضامن وغثيان…
رأيت، بل رأى العالم كله كيف حاولت أن تحمي الآخرين وأنت ساقط على الأرض. وسمعت الشهادات عنك. جئت على دراجتك لتقوم بواجبك، حاولت القيام بكل ما في وسعك لتوقف المهاجمين. كنت تصرخ في المارة وأنت ساقط على الأرض طالبا منهم الابتعاد عن منطقة الخطر والاختباء حتى لا يصيبهم الرصاص. كنت تحميهم بجسدك الجريح وأنت تعلم خطورة ذلك على حياتك وتعرف قسوة القتلة…
وحتى لو اعتمدنا منطق القتلة المجرمين، فهل أنت صحافي تجرأ على أحد؟
كنت فقط تحمي أرواح الآخرين.
لم يلق القاتل الوحش البليد وهو يقتلك بدم بارد، لم يلق بالا إلى أنك من أبناء جلدته وأبناء دينه، الدين الذي يدعي الدفاع عنه… لا يهمه من يكون القتيل. المهم هو القتل.
كان يقتلك، وكنا نرى، حتى دون أن ينظر إليك. رفعت رأسك وخاطبته كأنك ترميه بالإدانة التي تساقطت عليه من علياء الله ونزت تحته من قلوب وأكباد البشر.
كانت طلقة مجرمة. طلقة دون رحمة، طلقة دون شفقة. طلقة يعلم أنها تستقر في جسدك المسجى، تمزق حياتك للأبد. لا أنتَ الصحفيُّ المقصود بالتصفية الإجرامية، ولا أنت المتصدي له بالسلاح. ولا أنت القوة العاتية التي لا قبل له بها…
سيد الأمر كان. سيد الحياة والموت، اعتقد. المنفلت من عقال أي قيمة بناها البشر على مر الأجيال. هو المدان أمام أنظار العالم جميعا… هو المدان. وكل القتلة من أمثاله من أي دين أو بلد. وأنت الباقي بين الأحياء، نموذجا للشهامة والتضحية.
تحياتي وعزائي لأسرتك الصغيرة ولصديقك رجل الشرطة الراحل بدوره، فرانك برانسولارو.
ستظل صورتك في كياني ما حييت، ليس لأنك مسلم وليس لأنك مغربي، وليس لأنك عربي، لكن لأنك إنسان بما في الكلمة من معنى.