عاشت مدينة الجديدة بمختلف شوارعها وأزقتها الممتدة عبر شارع محمد الخامس وساحة الحنصالي إلى غاية
شارع الزرقطوني خلا ل الأسبوع الماضي
حملة ضخمة قادها باشا المدينة رفقة قياد المقاطعات الحضرية وفرق من الدوائر
الامنية وزمرة من أعوان السلطة وحشد من
عناصر القوات المساعدة لهدف تحرير الشارع
العام من مستغليه ، في موكب رهيب استبشر به خيرا سكان المدينة وأرباب المحلات
التجارية ، لِما سيترتب عنه من نتائج تهدف إلى تحرير الشوارع وتيسير حركة السير والجولان
، ومحاربة الأنشطة المخالفة للقوانين والأعراف
خصوصا ونحن مقبلين على فصل الصيف ، كالتحرش بالنساء والسرقات بمختلف تلاوينها ... لكن المتتبع لهذه الحملة يجد نفسه وكأنه
أمام عرض مسرحي ساخر و ساذج في نفس الوقت ،حيث عند قدوم أعضاء الحملة تجد كراسي المقاهي وسلع المحلات التجارية تُعْرَض عبر الشارع
العام في نسق و انسجام تام بشكل يحترم عدد
الأمتار المرخص بها دون مخالفة أواجتياح يعرقل السير والتحرك، لكن مباشرة بعد مغادرة اللجنة تعود ريمة
إلى عادتها القديمة ، وتشهد شوارع وسط المدينة اجتياحا مريبا في جو من التنافس والتسابق
بين الفراشة وأصحاب المحلات على السواء . كما أن
الكل يتساءل عن سر غياب الفراشة والباعة المتجولين عن الشارع وقت انطلاق الحملة، وظهورهم مثل "الفُقيع "
مباشرة بعد انتهائها ، وكأن هناك مخبر بين أعضاءاللجنة يتولى أمر تبليغ المعنيين بسر
قدوم الباشا ومرافقيه مقابل إتاوات من جنس السلع المعروضة ، ناهيك عن الدور
البارز والهام لسعادة رئيس بلدية الجديدة في تفشي ظاهرة الفراشة والإستغلال المُقرف للشارع العام بشكل يساهم في تلوث المدينة وعرقلة حركة السير
والجولان عبر مختلف مرافقها وشوارعها والمتمثل في منح رخص لاستغلال أفضل النقاط لمزاولة نشاط " البيع والشراء"بفعل
الحركية والرواج الذي تشهده على طول السنة . مما جعل عملية القضاء على ظاهرة الفراشة واستغلال الشارع العام بالجديدة من التحديات
الكبرى التي عجزت الجهات المسؤولة عن محاربتها والتصدي لها ...
وفي انتظار فصول أخرى لمسرحية حديدة تهدف تحرير الشارع العام والتي ستعرض لا محالة خلال القادم من الأيام عبر أهم شوارع المدينة وأزقتها تظل ساكنة الجديدة في حيرة
من أمرها تنتظر قيام حملات حقيقية تعيد للمدينة جمالها ورونقها ، بعيدا عن التمثيل والتهريج وتقسيم شوارعها وأزقتها مقابل أجر زهيد لا يسمن ولا يغني من جوع وتطالب
بتدخل عاجل لعامل الإقليم قصد الحد من ظاهرة الرخص المسلمة من طرف المجلس البلدي وإلزام السلطة الوصية العمل على فك الطوق والحصار وتحرير الشارع العام كما فعل في السابق حيث اعتمد في ذلك على قائد القوات المساعدة آنذاك السيد" تاركة " الذي كان يقودالحملة بنفسه دون ملل و واجه الفراشة وحرر ساحة الحنصالي وشارعي محمد الخامس والزرقطوني دون مشاكل تذكر رغم أن الظرف كان متزامنا مع أحداث الربيع العربي .