بعد التحية أستسمحكم سيدي الرئيس في الحديث عن الجانب الحقوقي لقضية تعرفونها جيدا لكنكم سكتم عنها كثيرا :
كنتم من أوائل الذين تسلموا في يوليوز 2013 طلب تدخل
موجهة مني إليكم و للأمين العام للمجلس في مواجهة تعسف مسؤولي القناة الأولى،و
تلقيتم تباعا طلبات تدخل في القضية من هيئات حقوقية مغربية مختلفة : من الشبكة
المغربية لحقوق الإنسان و العصبة المغربية لحقوق الإنسان و المركز المغربي لحقوق
الإنسان و الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان و المنتدى الوطني لشباب الصحراء و هيئات
لم يحضرني ذكرها الآن،و لكن يا سبحان الله عجزتم عن كتابة جواب واحد على أي من تلك
الرسائل و تناسيتم أنكم كنتم ضيوفا لدينا مرات كثيرة في نشرات الأخبار و البرامج
الحوارية تتحدثون عن حقوق الإنسان في المغرب و عن المصالحة و الإنصاف و الحقيقة
الضائعة أيضا أحيانا أخرى،و بدت مع الأيام الحقيقة المرة التي حينما تعيشها تدرك
مرارتها حقا،لا أدري ما المانع أن تقولوا الحقيقة لمسؤولين من طينة فيصل العرايشي
الذي يهوى كرة المضرب و السفر بعيدا و الحصول على الرواتب و التعويضات المنتفخة و
العيش في القصور المشيدة بحي
الرياض و مراكش و ركوب السيارات الفارهة التي تركن سافلا في مقر الإذاعة و تملك
العلاقات العميقة جدا؟و لا أدري لماذا لا تمارسون مهامكم الحقوقية و الدستورية في
مواجهة هؤلاء و أنتم الذين كلفكم عاهل البلاد سيدي محمد السادس حفظه الله بأن
تصنعوا صرحا حقوقيا يتساوى فيه الجميع أمام القانون؟هل تمنعكم الصداقات القديمة و
المصالح المشتركة و جلسات الشاي في مكتب المديرة المحترمة التي تستند في ظلمها على
قامة كبيرة جدا في الأنشطة الملكية؟هل يمنعكم ذلك من أن تنظروا في وضع إجتماعي صعب
لصحافي كان الوجه الرئيس للقناة الوطنية يعيش مع أبناءه منذ نحو سنة من دون راتب
ضدا على كل القوانين و الأعراف الحقوقية؟كيف تسمح ضمائركم بان تسيئوا إلى دولة
عريقة تخلت عن ماضي سنوات الجمر و الرصاص و إعترفت بأخطاءها و أرادت القطع مع
الماضي و الإنطلاق نحو المستقبل و هاأنتم تعيدونها بمثل هذا الصمت الرهيب إلى
الوراء و إلى ماضي من الإنتهاكات طرقه حديثه و ممارساته عصرية؟لا أفهم كثيرا
المبررات و لا في الواقع ما يشرحها للبسطاء لكنها في الأساس واهية،فبين التشدق
بحقوق الإنسان و بين ممسارتها مسافات واسعة أوجدتموها أنتم و أمثالكم ممن نسوا أن
كرامة الإنسان التي لا نملك غيرها لا تعادل أبدا ما تحصلتم عليه من أموال الشعب
طيلة سنين،و لهذا لا بد من نصحكم : إياكم أن تناموا الليلة من دون أن تفكروا في أن
في المغرب مظلومين كثر مأساتهم أكبر بكثير من مأساة محمد راضي الليلي و مأساتهم
الكبرى أنهم لا يملكون مثلنا فضاء للتعبير عن ألآلامهم.
لكم الله يا مظلومي المغرب.
و السلام