أود أن أبتدئ بحديث الرسول صلى الله عليه
و سلم :"مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم،
مثل الجسد إذا اشتكى منه
تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى.
نعيش في أمتنا الإسلامية و العربية ظروفا
صعبة و قاسية تستلزم من الأفراد و الجماعات توحدا و تماسكا و تعايشا إنسانيا وإسلاميا.
يجب على هؤلاء الأفراد و الجماعات أن تسعى للتأثير و محاولة مقاومة هذه الظروف الصعبة
التي نعيشها حاليا. فمثلا نرى مجموعة من الدول العربية تستقطب عددا كبيرا من اللاجئين
السوريين الذين دمرت بيوتهم و ضاعت أموالهم و قتلت
أسرهم.
هذا الوضع يذكرني بحدث تاريخي كبير لدى المسلمين و الذي كان له معنى حقيقي للأخوة و التعايش بين المسلمين المهاجرين
أسرهم.
هذا الوضع يذكرني بحدث تاريخي كبير لدى المسلمين و الذي كان له معنى حقيقي للأخوة و التعايش بين المسلمين المهاجرين
والأنصار.
لما ساءت أحوال المسلمين بمكة من جراء ما كانت تفعله قريش بهم من قتل و اضطهاد و تعد
في كل وقت و حين، أذن الله عز و جل للرسول صلى الله عليه و سلم بهجرة المسلمين و بعد
بهجرته إلى المدينة (يثرب) فقال صلى الله عليه
و سلم :"إن الله عز و جل جعل لكم إخوانا، و دارا تأمنون به".
كان أهل المدينة مثالا حقيقيا للمسلمين
بكرمهم و ترحيبهم بإخوانهم المهاجرين الذين هاجروا إلى المدينة بسبب سوء و قسوة العيش
بمكة. فما كان للأنصار إلا أن رحبوا و استقبلوا المهاجرين في بيوتهم و عاشوا كجسد واحد
يساعد بعضهم البعض إلى أن تحسنت ظروفهم و استقامت أحوالهم.
استحضار هذا الحدث العظيم في هذه الظروف
التي يعيشها إخواننا السوريون هو أمر ضروري و فرصة للمسلمين لتأكيد هويتهم الإنسانية
و الإسلامية.
فمن هنا أدعو المسلمين أفرادا و أسرا و
جماعات و دول من التي استقبلت هؤلاء المهاجرين السوريين أن تمد لهم يد العون و الأخوة
كما فعل السابقون أي أهل المدينة مع المهاجرين من مكة. فما هي إلا مبادرة خير تحتاج
منا أن نقف مع أنفسنا وقفة إنسانية حقيقية و لو كانت ظروفنا أيضا صعبة. فالتعايش في
سلم و أخوة و محبة أفضل بكثير من العيش في حرب و تشتت و دم مبالاة بالآخرين. فإن كان
للجسم غذاء و هو الطعام فللجسد أيضا روح لها غذاء و هو السلم و المحبة و رضا الله عز
و جل.
يمكن للمؤسسات و الجمعيات الخيرية و الإسلامية أن يكون لها دور فعال في هذا
الأمر من حيث التفعيل و التنظيم و التنسيق
بين الطرفين.و بهذا نرجو رضا الله عز و جل و توفيقه لما يحب و يرضى.
بين الطرفين.و بهذا نرجو رضا الله عز و جل و توفيقه لما يحب و يرضى.
" حسناء شياضمي " من القنيطرة