adsense

/www.alqalamlhor.com

2014/04/16 - 7:09 م


يعرف المغرب هذه الأيام حالة من الاستنفار الأمني الغير مسبوق  بسبب ظاهرة " التشرميل "   أو " المرشلمين" ، وقد جاءت بناء على تعليمات ملكية  سامية  موجهة إلى وزير الداخلية للقضاء على الجريمة و انتشار عدم الإحساس المواطنين بالأمن في مختلف مدن المملكة الشريفة .

وفي نفس السياق قام السيد محمد حصاد وزير الداخلية و السيد بوشعيب ارميل مدير العام للأمن الوطني بجولات مكوكية قادتهما إلي جميع جهات المملكة وقد أصدروا تعليمات مشددة إلى المسؤلين الأمنيين بالمغرب تحثهم على التصدي للجريمة و انتشار المخدرات و الأسلحة البيضاء بين ايادي المراهقين و المجرمين

و بالرجوع إلى موضوع " التشرميل " فقد تطرقت شيشاوة بريس في مقالات سابقة لها إلى هذه الظاهرة والعجز الأمني  في التصدي لها في ذلك الوقت ،اليوم سنتحدث عن أسباب الحقيقية التي ساهمت في انتشار التشرميل :

1 –غياب دور الأسرة في تحصين أبنائها ومدهم بالأسلحة الأخلاقية لمواجهة الانحرافات التي يعرفها الشارع العام

2 – فشل المنظومة التربوية والتعليمية المغربية في إنتاج وعي مجتمعي لدى الناشئة و عدم قدرة هذه المنظومة على تطوير نفسها لكي تستطيع مواجهة منظومة أخرى التي تعتمد على التكنولوجيا في التأثير على مستقبل المغرب ألا و هي مواقع  التواصل الاجتماعي هذه الأخيرة التي أصبحت اكبر مدرسة لشباب المغرب

3 – غياب سياسة إجتماعية إدماجية وتضامنية لرأب الصدى والفوارق الاجتماعية بين فئات الشعب المغربي مما يولد حقدا طبقيا يؤدي إلى ظهور جرائم ومظاهر مخلة بأخلاق المجتمع المغربي وتقاليده المبنية على التسامح والعدالة والتكافل الاجتماعيين

4 – غياب دور المؤسسات الثقافية في تحصين الموروث الثقافي المغربي الأصيل وتلقينه لجيل الصاعد وهنا يجب الإشارة أن الثقافة ليست مهرجان أو مسرحية أو معالم تاريخية بل هي أفكار وأسلوب حياة وحضارة المغاربة ربما أن ثقافتنا وحضارتنا اليوم سوف تكون في  امتحان عسير لإثبات صمودها أمام ثقافة كونية تحملها لنا المواقع التواصل الاجتماعي

5 – على الأجهزة الأمنية المغربية من شرطة ودرك التعامل مع هذه الظاهرة ليس بالمقاربة الأمنية بل عليهم الانكباب على فتح قنوات التواصل الدائم مع المؤسسات التعليمية بتنظيم ورشات تحسيسية وتكوينية للشباب والمجتمع المدني يتم خلالها تعريفهم بمخاطر الجريمة وتقليد ثقافات الغربية التي قد يعتبرها القانون المغربي جريمة يعاقب عليها . كما أن المؤسسة الأمنية بالمغرب عليها القضاء على التجار الكبار للمخدرات و القرقوبي والأسلحة البيضاء دون الاكتفاء فقط باعتقال المستهلكين الصغار والاختباء وراء الأرقام أو  ما يسمى بالحصيلة الأمنية لان الأمن يكون بإحساس المواطنين به وليس بالإحصائيات

6 – بالنسبة لوزارة العدل والمشرع المغربي والهيئات الحقوقية الوطنية فعليهم الانكباب في أسرع الآجال لوضع مدونة جنائية مغربية جديدة  تتبنى وتعتمد على عقوبات بديلة عوض الاستمرار في العقوبات السالبة للحريات في إطار العدالة الانتقالية لان السجون المغربية أصبحت غير قادرة على القيام بدورها الإصلاحي رغم مجهودات عاهل البلاد في هذا المجال

وفي ختام هذا المقال سوف يجد كل من قراء هذا الأسباب انه مسئول على هذه الظاهرة " التشرميل " وذلك حسب موقعه ومسئوليته في المجتمع المغربي وبالنسبة للإعلام والصحافة المغربية عليها أن لا تتبنى وتصدر أحكام مسبقة على أية ظاهرة إلا بعد الاستماع إلى جميع الأطراف .

التشرميل أو المشرمليين فهم أبنائنا و نتيجة تربيتنا الفاشلة فالمجرم الحقيقي و المسئول على هذه الظاهرة هو المجتمع ككل  وإنني بهذا المقال لا أدافع عن الإجرام بلون التشرميل بل أوجه انتقاد لأسباب التي أدت الى إنتشار هذا التشرميل .
محمد العلومي