adsense

/www.alqalamlhor.com

2025/02/06 - 5:21 م

بقلم الأستاذ حميد طولست

تُعدّ العلاقات العائلية من أقدس الروابط التي تجمع الأفراد، فهي تحمل في طياتها ذكريات الطفولة وروابط الدم والمودة. ومع ذلك، قد نجد أنفسنا أحيانًا مضطرين إلى اتخاذ مسافة معينة من بعض الأقارب، ليس بدافع الجفاء أو التقصير، بل كإجراء وقائي يهدف إلى حماية النفس، وتجنب النزاعات، والحفاظ على الاحترام والتوازن داخل الأسرة.بالتمييز بين الابتعاد الواعي وقطع الرحم الذي كثيرًا ما يخلط البعض بينه وبين قطيعة الرحم، في حين أن صلة الرحم لا تعني بالضرورة الاحتكاك المستمر والتواصل القسري، بل تقوم على المودة والاحترام المتبادل. فالغاية من العلاقات الأسرية هي تعزيز الترابط والسكينة، لا أن تكون مصدرًا للتوتر والضغوطات النفسية ، كما يحدث في بعض الحالات، التي تتحول فيها بعض العلاقات العائلية إلى بيئة غير صحية، تعجّ بالصراعات والخلافات المتكررة، مما يؤثر سلبًا على الصحة النفسية للأفراد. وهنا، يصبح الابتعاد المؤقت أو التقليل من الاحتكاك حلًّا ضرورياً للحفاظ على راحة النفس واستقرارها، شرط ألا يتحول هذا الابتعاد إلى قطيعة تامة أو موقف عدائي.

فصلة الرحم لا تُقاس بعدد اللقاءات أو كثرة التواصل، بل بجودة العلاقة ومدى تأثيرها الإيجابي. فحتى في حالات التباعد، يمكن الحفاظ على هذه الصلة عبر وسائل مختلفة، مثل الزيارات المعتدلة، الكلمات الطيبة، أو حتى بالاهتمام عن بُعد. فالمهم هو إبقاء الباب مفتوحًا لإصلاح العلاقات إن نضجت الظروف وتحسّنت الأوضاع.الابتعاد الواعي ليس قطيعة، بل هو توازن يُمكّن الأفراد من الحفاظ على علاقاتهم العائلية دون أن يكون ذلك على حساب صحتهم النفسية. فالعلاقات السليمة تُبنى على الاحترام المتبادل والتواصل الإيجابي، وليس على فرض القرب الذي يؤدي إلى صدامات مستمرة. ومن هنا، فإن إيجاد المسافة المناسبة في بعض العلاقات يُعدّ ضرورة، وليس تفريطًا في صلة الرحم.

Next
This is the most recent post.
Previous
رسالة أقدم