adsense

/www.alqalamlhor.com

2025/02/17 - 4:18 م

د/ الحسن عبيابة :رئيس مركز إبن بطوطة للدراسات والأبحاث العلمية والإقتصادية

شهدت قمة الإتحاد الإفريقي في نسختها 38 في أديس أبابا بالعاصمة الإثيوبية سباقا إنتخابيا حول منصب نائب المفوضية للإتحاد الإفريقي الذي كان مخصصا للنساء ، وهو منصب إداري لتوقيع الفواتير المالية الإدارية تحت إشراف مباشر من رئيس المفوضية، وقد أسفرت نتائج التصويت بعد سبع جولات متعددة من التصويت شهدت تنافسًا قويًا بين جميع المرشحين ، لكن بقي السباق في النهاية بين مرشحة المغرب ومرشحة الجزائر، وبعد منافسة قوية بينهما حصلت الجزائرية على منصب نائب رئيس المفوضية بعد خروجها من عنق الزجاجة .

ورغم أنّ المنصب ليس سياسي وليس له وزن في إتخاذ القرارات داخل الإتحاد الإفريقي؛ إلا أن الجزائر أرادت أن تجعل منه إنتصارا وهميا ضد المغرب ، لنذكر الجميع بأن الجزائر ترأست في الشهر الماضي مجلس الأمن ولم تتمكن من خلق أي تأثير يذكر ولو شكلي على مصالح المغرب داخل الأمم المتحدة، بالعكس سجلت تجاوزات وتناقضات ستبقى مسجلة صوتا وصورة في أروقة الأمم المتحدة، مع الإشارة الى أن المغرب يتولى حاليا منصب المدير العام للمفوضية وهو منصب مهم جدا ، والمغرب في ظرف وجيز وسريع بعد عودته إلى الاتحاد الافريقي سنة 2017، أي منذ ثماني سنوات مرّت فقط ، هذه المدة القصيرة تمكن فيها المغرب بفضل رؤية ملكية مستنيرة واستباقية من ترسيخ مكانته كفاعل رئيسي داخل المنظمة الإفريقية،

كما أن المغرب قد تمكن من تحصين مكاسبه الديبلوماسية التي رسمها بجعل ملف الصحراء إختصاصا حصريا للأمم المتحدة دون غيرها، وبالتالي فقرارات الإتحاد الإفريقي تبقى من القضايا المهمة المرتبطة بالدول الإفريقية العامة ،

وبالرغم من أن كون المغرب أخطأ في الحساب أم لا ؟ ، إلا أننا نثق بقدرة المغرب وبأجهزته وبقوة دبلوماسيته في إيجاد حلول سياسية تحمي مصالح بلادنا من كل المتربصين بها سواء في الإتحاد الإفريقي أو في غيره من المحافل الدولية ، ويبدو أن غياب ست دول صديقة وحليفة للمغرب الممثلة في (الغابون والنيجر وبوركينا فاسو ومالي وغينيا والسودان) لم تتمكن من المشاركة في الانتخابات بسبب تعليق عضويتها في الإتحاد الإفريقي كانت خسارة للمغرب ، كما أن ترشيح الدول العربية "الشقيقة” الثلاثة ( مصر وتونس وليبيا ) قد أثر على التصويت ….!