توجه رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار
لارشيه اليوم الثلاثاء 25 فبراير الجاري إلى الصحراء المغربية، في إطار زيارة
رسمية بدأها الأحد إلى المغرب، وهي الثانية لشخصية فرنسية رفيعة المستوى بعد زيارة
وزيرة الثقافة رشيدة داتي، في خضم أزمة
متفاقمة بين الجزائر وباريس منذ اعترفت الأخيرة بسيادة الرباط على هذه المنطقة
المتنازع عليها مع جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر.
وأكد رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار
لارشيه، خلال زيارته إلى مدينة العيون، كبرى مدن الصحراء المغربية، أن الوحدة
الترابية للجمهورية الفرنسية هي نفسها الوحدة الترابية للمملكة المغربية، مشددا
على أن فرنسا لن تتوانى عن دعم مغربية الصحراء ومخطط الحكم الذاتي الذي أعلن عنه
المغرب سنة 2007 لمصداقيته وجديته.
وفي كلمته بهذه المناسبة، أشار المسؤول
الفرنسي إلى أن هذه الزيارة تمثل انطلاقة جديدة في مسار العلاقات بين البلدين، حيث
سيتم فتح آفاق جديدة للشراكة الثنائية انطلاقا من مدينة العيون، كما أعلن عن توجه
قنصلي سيتم تنزيله قريبا، في خطوة تعكس التزام فرنسا بتعزيز حضورها ودعمها التنموي
في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وأشاد رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي بما
لمسه من عناية مولوية خاصة يوليها جلالة الملك محمد السادس لهذه المنطقة، مؤكدا أن
العيون ليست فقط مدينة كبرى، بل هي نموذج للتنمية والاستقرار، ما يجعلها محورا
رئيسيا في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وفرنسا.
كما أكد ذات المسؤول الفرنسي، أنه
سينقل ما عاينه من إنجازات تنموية ومخطط الحكم الذاتي إلى دول الاتحاد الأوروبي،
معتبرا أن هذا المشروع يمثل حلا واقعيا وذا مصداقية للنزاع الإقليمي حول الصحراء
المغربية.
وفي سياق متصل، وجه رئيس مجلس الشيوخ
الفرنسي، تحية خاصة إلى جمعية الصداقة الفرنسية المغربية، مشيدا بدورها في تعزيز
الروابط الثنائية بين البلدين، ومؤكدا أن العلاقة بين المغرب وفرنسا ليست وليدة
اليوم، بل هي علاقة تاريخية ودائمة تقوم على الثقة والاحترام المتبادل.
وختم رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي كلمته
بالتأكيد على دعم بلاده للامركزية والتمثيلية المحلية، مشيرا إلى أن مجلس الشيوخ
الفرنسي مستعد لدعم هذا التوجه الذي يتبناه المغرب في إطار تعزيز الحكم المحلي.
إلى ذلك شدد جيرار لار شيه على أن
فرنسا والمغرب يتشاركان نفس القناعات حول الوحدة الترابية، مضيفا: "نحن اليوم
نحقق الحلم في أرض الصحراء المغربية بمدينة العيون، فالأقاليم الجنوبية تحت
السيادة المغربية، وفرنسا تدعم ذلك بكل وضوح".
وكان جيرار لارشي، رئيس مجلس الشيوخ
الفرنسي، قد وصل مساء أمس الإثنين 24 فبرايرالجاري، إلى مدينة العيون، بالصحراء
المغربية، على رأس وفد هام، حيث كان في استقباله رئيس مجلس المستشارين سيدي محمد
ولد الرشيد، ووالي جهة العيون-الساقية الحمراء عبد السلام بيكرات.
ومن المرتقب أن يزور جيرار لارشي والوفد المرافق له عددا من المشاريع الهامة بعاصمة الصحراء المغربية، وذلك للاطلاع، عن قرب، على الدينامية التنموية الهامة التي تعيش على وقعها الأقاليم الجنوبية للمملكة، خاصة بعد إطلاق النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية من لدن الملك محمد السادس عام 2015.