هيثم مصباح
فاعل جمعوي / طالب باحث في مجال الفلسفة
في مساء يوم
مميز بمدينة فاس بتاريخ 31 من شهر يناير 2025 ، وتحديدًا بدار الشباب بن دباب
بمقاطعة المرينيين، نظم مكتب جمعية المسرح الشعبي والمحافظة على الثرات حفلًا
تكريميًا للفنان الكبير والمسرحي والسينمائي ورئيس الجمعية الأستاذ الفاضل الحاج
محمد خشلة، تكريمًا لمسيرته الفنية والتربوية التي امتدت على مدار أكثر من أربعة
عقود، كان هذا الحفل بمثابة احتفاء خاص بعطاء هذا المبدع الذي ترك بصمة واضحة في
مجال المسرح والفن في المدينة والمغرب بشكل عام.
ـ مسيرة حافلة بالعطاء:
الفنان محمد
خشلة، الذي وُلد بمدينة فاس عام 1951، يعتبر واحدًا من أبرز الأسماء في عالم الفن
المغربي، بدأ مسيرته الفنية مبكرًا، حيث تلقى تكوينه الفني في فرقة
"طليعة" بين عامي 1968 و1973 على يد الأستاذ أحمد زكي العلوي، ليكتسب
مهاراته الفنية ويصقل موهبته، وبعد ذلك، حصل على دبلوم في الفنون التشكيلية من دار
الثقافة بمدينة فاس في عام 1970، مما عزز من قدراته الإبداعية.
في مسيرته
التعليمية، شغل محمد خشلة منصب أستاذ للعلوم الرياضية بثانوية أم أيمن في فاس من
عام 1978 حتى 2000، بالإضافة إلى رئاسته لمكتب تنشيط المؤسسات بنيابة التعليم بفاس
من عام 2000 حتى 2005، وهو ما أضاف بعدًا تربويًا مهمًا لمسيرته.
ـ إبداع متنوع ومؤلفات قيمة:
عُرف محمد
خشلة ليس فقط كممثل ومخرج مسرحي، بل كان أيضًا مؤلفًا له العديد من الأعمال القيمة
التي تناولت المسرح والفن، من بين مؤلفاته نجد "مسرح التكامل"،
و"الدرس المسرحي عند مسرح الهواة"، و"ثلاث مرتجلات"، التي
تعكس بوضوح عمق فكره الفني واهتمامه بالمسرح كوسيلة تعبير حية ومؤثرة.
خشلة لم يقتصر
على المسرح فحسب، بل تألق أيضًا في مجالات أخرى كالتصميم السينمائي، حيث شارك في
العديد من الأفلام السينمائية مثل "كابوس" لأحمد ياشفين، و"نهيق
الروح" لنبيل لحلو، و"جوهرة النيل" للويس تايغ، و"حدائق
عدن" لأليساندرو دالاتري. كما شملت إسهاماته تصميم الديكورات لعدد من الأفلام
المغربية والأجنبية.
أما في مجال
الفنون التشكيلية، فقد قدم خشلة العديد من اللوحات التشكيلية التي عُرضت في معارض
فردية وجماعية في المغرب والجزائر، مما يعكس تنوع إبداعاته وتعدد مجالاته.
ـ تكريم مستحق في حفل بهيج:
شهد الحفل
تكريمًا مميزًا ألقاه السيد اسماعيل بالعياشي عضو جمعية المسرح الشعبي والمحافظة
على الثرات، حيث بدأ بتلاوة كلمات من الذكر الحكيم، تبعها أداء النشيد الوطني،
وبعد ذلك، توالت المداخلات من عدد من الحضور الذين أشادوا بمسيرة محمد خشلة، وكان
من بين المداخلين، سليمان مستعد، رجل التعليم والممثل السابق في جمعيات ثقافية،
الذي قدم كلمات مدحية واستعرض بعض المحطات المهمة في حياة خشلة، كما ألقى الدكتور
عبد الفتاح ابطاني، الزجال والمسرحي، كلمة تضمنت إشادة بإسهامات خشلة في مجال
المسرح والفن بشكل عام.
وفي جو من
التأثر والاحترام، قدم العديد من تلاميذ محمد خشلة، من بينهم الفنان المسرحي خمار
المريني، كلمات طيبة تعكس حجم تأثيره عليهم في مسيرتهم الفنية، هؤلاء التلاميذ
أكدوا أن خشلة لم يكن فقط أستاذًا، بل كان مرشدًا ومُلهمًا في مختلف مراحل حياتهم.
ـ لحظات من الفرح والتقدير:
اختتم الحفل
بتقديم هدايا تكريمية للفنان محمد خشلة من طرف مكتب الجمعية، في لفتة تقديرية من
قبل المجتمع الثقافي لفاس،كما تم التقاط صور تذكارية مع الحضور، ليكون هذا الحدث
شاهدًا على الاحتفاء بمسيرة فنية غنية ومتنوعة.
ـ محطة هامة في مسيرة محمد خشلة:
إن هذا التكريم
يُعد محطة هامة في مسيرة الفنان محمد خشلة، ويعكس الاحترام العميق الذي يكنه له
المجتمع الثقافي في مدينة فاس وفي المغرب بشكل عام، فهذا الفنان، الذي استثمر
حياته في إثراء الساحة الفنية والتربوية، يستحق هذا التقدير الكبير بفضل إبداعاته
وتفانيه في العمل، لقد كان ولا يزال مثالاً للفنان المتعدد المواهب الذي ترك بصمته
في مختلف المجالات الثقافية والفنية، ويظل نموذجًا يُحتذى به في التزامه وإبداعه.