اعتبر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن الكاتب الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال “ليس مشكلة جزائرية”. جاء ذلك في حوار مع صحيفة “لوبينيون” الفرنسية نشر الأحد قبل الماضي.
وفي هذا السياق تساءل الصحافي باسكال
أيرو من يومية "لوبينيون" "كيف يمكن اعتبار كلام كاتب يبلغ من
العمر 75 عاما تهديدا للأمن القومي لدولة ذات سيادة ولديها ثاني أكبر جيش في
القارة؟.
"صنصال ليس مشكلة جزائرية إنها
مشكلة أولئك الذين صنعوه”، يجيب الرئيس الجزائري، قبل أن ينطق بجملة غامضة:
"حتى الآن، لم يكشف كل أسراره.
تبون اتهم، في الحوار نفسه، صنصال بربط
علاقات مع السفير الفرنسي السابق في الجزائر، كزافيي درينكور، وزعم أنه تناول
العشاء معه في اليوم السابق لمغادرته إلى الجزائر، وكان معهما وزير الداخلية
الفرنسي الحالي برونو ريتايو، بدون أن يقدم مزيدا من التفصيل. “حالات أخرى من
مزدوجي الجنسية لم تثر نفس القدر من التضامن”، يقول تبون، متحدثا عن “عملية شعواء
تهدف إلى التعبئة ضد الجزائر”.
سئل تبون إن كان صنصال، الذي حصل على
الجنسية الفرنسية سنة 2024، يستفيد من زيارة قنصلية فأجاب: “صنصال لم يصبح فرنسيا
إلا منذ خمسة أشهر… مع ذلك يستفيد من نفس الحقوق التي يتمتع بها الفرنسيون
الآخرون، خاصة فيما يتعلق بالزيارات القنصلية للسجون…”، قبل أن يضيف أن “بوعلام
صنصال هو قبل كل شيء جزائري منذ أربعة وسبعين عاما”.
وردا على سؤال حول الحالة الصحية
لبوعلام صنصال، قال تبون: “لقد أجريت له فحوص شاملة في المستشفى وهو يتلقى العلاج
من طرف الأطباء وسيقدم للمحاكمة في الأجل القضائي المحدد، ويمكنه الاتصال بزوجته
وابنته بانتظام”. وعندما سئل عن العفو الإنساني الذي قد يتخذه، قال الرئيس إنه لا
يستطيع أن يتوقع شيئا.
“لقد اخترتم الغضب، وبنيتم أسواراً من
سوء الفهم، وذهبتُم إلى حد استدعاء سفيركم عندما اعترفت فرنسا بمغربية الصحراء.
ولكن لماذا هذا الغضب الانتقائي؟ دول أخرى، مثل هولندا أو الولايات المتحدة، اتخذت
هذا الخيار قبل فرنسا، دون أن ترتفع أصواتكم بهذه القوة. هل يجب أن تتوجه صواعقكم
دائماً نحو القوة الاستعمارية السابقة، كما لو أن الماضي يجب أن يطارد الحاضر بلا
انقطاع؟»، يتساءل الكاتب الفرنسي-الجزائري كمال بن الشيخ في رسالته.
“في حواركم الأخير مع صحيفة فرنسية،
تتهمون بوعلام صنصال بتناول العشاء قبل مغادرته إلى الجزائر مع كزافييهدريينكور،
الذي أعرفه جيدًا. هل يعني هذا أن الكتاب الفرنسيين-الجزائريين ملزمون بطلب إذن
خاص للتواصل مع شخص معين؟ كما تلمحون أيضًا إلى أن صنصال يمكنه أن يتصل بزوجته
وابنته بانتظام. لا أعلم ما هو الوضع بالنسبة لزوجته لأنني لا أملك أي أخبار عنها،
ولكن بالنسبة لابنته، فقد مضى ثلاثة أشهر دون أن تتلقى أي أخبار عن مصير والدها في
الجزائر”، يكشف بن الشيخ، ثم يزيد: “الأسوأ من ذلك هو أن ابنته تلجأ إلي لتعرف ما
إذا كان لدي أي أخبار عن والدها. لذا فإن الأمور أكثر تعقيدًا بالنسبة لصديقنا
بوعلام، وأنا أدرك أن ليس كل ما تقوله صحيحًا. من ناحية أخرى، عندما لفت الصحافي
انتباهك إلى عمر وصحة صنصال وسألك عما إذا كان بإمكانك اتخاذ إجراءات العفو لأسباب
إنسانية، أجبت بأنك لا تستطيع التنبؤ بأي شيء،” يعلق كمال بن الشيخ على مزاعم
الرئيس الجزائري بشأن ظروف احتجاز الكاتب الفرنسي-الجزائري الشهير.
“أطلقوا سراح بوعلام صنصال فوراً ليجد الهواء النقي، ومودة أحبائه، والكلمات الطيبة التي قيلت بصوت عالٍ. اتركوا للجزائر شرف أن تكون أرضا لا تخاف من كتابها بل تحتفي بهم، لا تسجنهم بل تستمع إليهم”، هكذا أنهى بن الشيخ أخيرا صرخة من القلب موجهة مباشرة إلى رئيس جزائري كان حريصا بوضوح على إبقاء كاتب مسن، يأكله السرطان، رهينة لفترة طويلة قادمة.