adsense

/www.alqalamlhor.com

2025/02/21 - 3:17 م

بقلم الأستاذ حميد طولست

عدت للوطن ،لكن صدمني ما وجدت عليه الناس عليه من  حال وسلوكيات غير مسؤولة، حيث لم أجدهم على الحال الذي أعجبني عند كفار اسبانيا من سلوكياتهم المتحضرة !

عندما يعود الإنسان إلى وطنه بعد غياب، يأمل أن يجد تغييرًا إيجابيًا في سلوكيات أهله وأناس بلده، ويرى تطورًا يعكس تحسن الوعي المدني لديهم. لكنه مع الأسف يصطدم أحيانًا كثيرة بواقع مخيب، حيث لا يجد غير استمرارية العادات السلبية التي تضر بالمجتمع والبيئة على حد سواء ، أزمات النظافة ، وما تعرفه من فوضى إلقاء الأزبال في الشوارع خارج الحاويات المخصصة، وكأن الشارع ملك مشاع لا يهم الحفاظ على نظافته. ما يعكس غياب حس المسؤولية تجاه البيئة والمجتمع، ويؤدي إلى مشاهد مقززة لأكوام النفايات المشوهة لجمالية المدن والمؤثر على الصحة العامة ، والمعرضة لحياة الناس ،  للخطر ، والتي لا تقل من خطورة الفوضى المرورية الناتجة عن غياب احترام القوانين المرورية المتسبب الأول  في عرقلة السير كتزاحمون المشاة على مسارات السيارات ، رغم وجود ممرات مخصصة للراجلين، أو تجاوز بعض السائقين الإشارات الحمراء وتوقف السيارات في أماكن ممنوعة ، وكأن الفوضى صارت عرفًا مجتمعيًا مقبولًا.

وغيرها من مظاهر الفوضى التي تعكس غياب الوعي المدني إضافة إلى أزمة النظافة والفوضى المرورية، نجد سلوكيات أخرى لا تقل خطورة، مثل الكتابة العشوائية على الجدران، وإتلاف الممتلكات العامة، وإصدار الضجيج في الأحياء السكنية دون اعتبار لراحة الآخرين واحترام الفضاء العام.

السلوكات الهجينة التي يبقى حلها رهين التربية المدنية الحقيقية ، التي لا يمكن أن يتحقق التغيير إلا من خلال تعزيزها في المدارس والأسرة، بتكثيف حملات التوعية التي تبين أهمية احترام القوانين والمساحات العامة وفرض العقوبات الصارمة على المخالفين كرادع فعال للحد من غلوائها.

لأن تقدم أي مجتمع لا يقاس فقط بتطور بنيته التحتية، بل أيضًا بمدى تحضر أفراده والتزامهم بسلوكيات تعكس احترامهم لبيئتهم وللآخرين. فإما أن نرتقي بوعينا، أو نبقى أسرى للفوضى واللامبالاة.