adsense

/www.alqalamlhor.com

2025/01/12 - 4:33 ص

إعتصام عثمان/ السودان

الواقع في سطور

سيُكتب يوم 11 يناير 2025 في سجل تاريخ الأمة السودانية بأحرفٍ من ذهب، يومًا لن ينساه السودانيون أبداً. في هذا اليوم المجيد، استطاعت قوات شعبنا المسلحة الشجاعة والمستنفرين من كل أرجاء السودان أن يقفوا كالسد المنيع، متسلحين بيقين المؤمنين بنصرٍ أو شهادةٍ تعانق السماء. دخلوا مدينة ود مدني كالأبطال الفاتحين، داحرين أوباش الجنجويد المرتزقة المغتصبين، ومن يقف وراءهم من قوى الشر والظلام.

إنه يوم تاريخي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، خرج فيه أهل السودان في الداخل والخارج في مسيرات فرح عفوية مهيبة، تغمرها دموع الفرح التي تبلل مآقي الرجال. كانوا مكبرين، فرحين، مستبشرين، شاكرين، ساجدين، حامدين الله على هذا النصر المبين. فقد بزغ فجر جديد يمحو الظلام الدامس، معلنًا بداية مرحلة جديدة لأمة ترفض الانكسار.

ما شهدناه اليوم هو تحول جذري في مجريات حرب احتلال وتفكيك السودان. إنه تغيير جذري في ميزان القوة لصالح الجيش، حيث قلب الطاولة في وجه المليشيات وحلفائها. تغيير كامل بـ 180 درجة في ميزان القوة، أساسه الشعب السوداني الأبي الذي رفض الخضوع، وقال لا للذل والهوان. هذا الشعب العظيم قدم تضحيات غالية ممهورةً بدماء عشرات الآلاف من الشهداء الأبرار، نتذكرهم بكل إجلال وتقدير.

استطاع الجيش وكتائب إسناده من المستنفرين والقوات الخاصة، أن يحاصروا ود مدني من سبعة محاور، ويضيقوا الخناق على المليشيات، حتى أطبقوا عليها بتكتيك عملية الأخطبوط. اليوم يشفي الله صدور قوم مؤمنين، ونؤمن أن النصر الكبير آتٍ لا محالة مهما طال الزمن. بعد الضيق يأتي الفرج، سنة الله في خلقه.

سجلوا هذا اليوم في صفحات التاريخ، يوماً مشهودًا لنضال أمة لا تعرف اليأس، أمة تؤمن أن الفجر سيبزغ مهما طال الليل. "إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ." (صدق الله العظيم)

سيظل هذا اليوم محفورًا في ذاكرة كل سوداني، يوم أثبت فيه أبناء الوطن أنهم قادرون على التصدي لأعتى الأعداء والانتصار عليهم بعون الله وتوفيقه. إن ما تحقق في ود مدني هو رسالة قوية لكل من تسول له نفسه العبث بأمن السودان واستقراره، رسالة مفادها أن هذا الشعب لا يستسلم ولا يركع إلا لله.

إن هذا النصر هو خطوة أولى في مسيرة طويلة نحو البناء والتعمير. علينا جميعاً أن نكون يداً واحدة، متكاتفين ومتعاونين، لنحقق أهدافنا ونبني وطناً يليق بتضحيات شهدائنا الأبرار. فكل جهد يبذل، وكل دمعة تذرف، وكل دعاء يرفع، هو لبنة في صرح السودان الجديد.

من هنا، من ود مدني، نطلق دعوة لكل السودانيين في الداخل والخارج، لنجعل من هذا اليوم نقطة انطلاق نحو مستقبل أفضل. لنحمل راية الوطن عالياً، ونواصل العمل بجد وإخلاص، لنحقق التنمية والرخاء لأجيالنا القادمة.

النصر حليفنا بإذن الله، وما هو قادم أجمل وأعظم. حفظ الله السودان وشعبة.