بقلم الأستاذ حميد طولست
الأمر الذي لا يرجع لندرة أو ضعف
الكفاءات الحقيقية ، والتي تتوفر الجهة على زخم منها ، و إنما يعود لإقصائها الممنهج لصالح مرتزقة تسعى
لتحقيق مصالحها شخصية على حساب مصلحة كرة القدم ،ما يسيء بالمشهد الرياضي، ويُفقده
المصداقية المطلوبة.
ولاشك أن إخراج كرة القدم الجهوية من
أزمتها طويل وشاق، لكنه ليس مستحيلًا ، ولا يتطلب سوى تكاتف الجهود بين مختلف
الفاعلين إداريين، لاعبين، والجماهير المحبة وتحليها بالصبر والتمسك بالأمل
ومساندة أصحاب الشأن في محاولاتهم التسييرية الصعبة ، بعدم السكوت عن أخطائهم في
حق الرياضة ، مهما بلغت ضآلة الأخطاء
ومحدوديتها ، لأن أخطر مطب يمكن أن تقع فيه ، هو السكوت على الأخطاء الصغيرة ،
فتستفحل، مصداقا للحكيمة الواردة في كتاب
"ألف ليلة وليلة" : "أخطر الخطر ترك الخطر" والتي تؤكد على أن
العاقل يعالج أي خلل في الأداء بمجرد ظهوره، ولا يهمل أو يتراخى حتى يكبر، أو
يستعصى على العلاج ، لأن عظيم النار -كما قالت العرب- من ضعيف الشرر، الذي غالباً
ما يأتي على يد عابث تركت له مقاليد تسيير ناد أو فريق، دون أن يوقفه أحد.
لأن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل هي
أداة للتنمية والاعتزاز الجماعي. لذا، يجب على هواتها الالتزام بعدم السكوت حتى عن الأخطاء الصغيرة في التسيير والإدارة
فرق كرة القدم ، لأنه يفتح الباب لاستفحالها حتى تصبح عائقًا كبيرًا أمام تطورها.
فبالعزيمة والإصرار، يمكن تحقيق نهضة رياضية شاملة تليق بتاريخ جهة فاس مكناس
ومكانتها.
وتبقى مقولة"أخطر الخطر ترك
الخطر"، قاعدة ذهبية يمكن تطبيقها على واقع كرة القدم الجهوية.