adsense

/www.alqalamlhor.com

2025/01/14 - 7:44 م

بقلم الأستاذ حميد طولست

! قال الفيلسوف أرثر شوبنهاور ذات مرة: "أن تشعر بالغيرة، فذلك طبيعي، لكن حينما تشمت، فذلك شيطاني "، وذلك لأن الشماتة هي خُلُقَ يسيطر على النَّفوسِ حينَ تخلو من المودَّةِ والحُبِّ والعطفِ، وتمتلئُ بالكراهيةِ والحِقدِ والبُغضِ ، وظاهرة اجتماعية قديمة تُعاني منها جميع المجتمعات، حيث يفرح المتخلق بها لحُزنِ غيره ، ويشمَتُ في مصيبتِه ومآسيه ، حتى مع الكوارث  المرتبطة بالظواهر الطبيعة ،التي لا تفرق بين دين أو جنسية ،والتي ليست عقاباً إلهياً ولا مجالاً لتصفية الحسابات أو مجالاً للتعبير عن كراهية أشخاص أو دول أو شعوب، والشامت هو قليل المروءة والرجولة الذي في قلبه مرض، وفي نفسه خلل ،وفي عقيدته نقص إيمان،وغياب إنسانية ، والذي يبقى انتشارها المتصاعد  في الساحة العربية تجاه ما تعرفه لوس انجلوس من حرائق مهولة ، وإدعاءاتهم بأنها عقاب إلاهي وانتقام رباني لما حصل ويحصل في غزة ، مستشهدين على ذلك بآيات قرآنية كقوله تعالى :"فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون ، والتي تستشرف الحريق مند 1400 سنة وغير ذلك من الأدلة والمبررات التي تحتاج إلى الفهم والتحليل، والتي تفقد الأفراد القدرة على التفكير النقدي التحقق من المعلومات والوعي بمخاطر غير المكتمل منها، وانعكاس أبعادها على النفسية والاجتماعية العميقة للإفراد والجماعات  ،وفلا يهتمون أهمية التروي في إصدار الأحكام الذي يُسهِم في تقليص الميل المجتمعي للشماتة ،فيصبحون عرضة للتلاعب الممنهج  في أيدي الشامتين الحاقدين الذين يدعون على من يخالفهم الرأي والهوية والدين، الذين فاتهم ، وهم في خضم شماتتهم التي تعكس ضعفهم واتكالهم الغبي على القوى الغيبية لتحارب مكانهم،   فاتهم بأن ولاية كاليفورنيا التي يقول الشامتون أن الله بعث بجنده ليحرقها، هي تقريبا الولاية الأمريكية الوحيدة التي بها قرابة 500 ألف مسلم ،وقد احترقت منازلهم ومصالحهم التجارية ، رغم أنهم الأكثر مساندة و دعم غزة معنويا و ماديا ، والأكثر مسيرات مساندة للقضية الفلسطينية ، بينما لم تصب الحرائق نيويورك التي يقطنها قرابة 6 مليون يهودي متعصب لإسرائ يل ، فلماذا لم ينزل الله عقابه رأسا على إسرائيل بحكم أنها الفاعل الأصلي وينزله على شركائها ؟ فكيف يفسر الشامتون شماتتهم التي ليست من شيم المسلم ، كما قال علي:"أنصر أخاك ،فإن لم يكن أخوك في  فهو أخوك في الإنسانية"..

Next
This is the most recent post.
Previous
رسالة أقدم