بقلم الأستاذ حميد طولست
صحيح أنه ليست كل تصرفات الناس تستحق
مواجهتها بالرد ، خصوصاً إذا كانت ناتجة عن أخطاء غير متعمدة وغلطات غير مقصودة ،
لكن حينما تكون نابعة عن موقف عدائي متخاذل لا هم له سوى طمس الهوية الأمازيغية
لهذا الوطن والتي تظهر جليًا في ضرب عرض الحائط بالتعدد الثقافي الكفيل بإعادة
الاعتبار للجذور الأمازيغية، وعلى رأسه التقويم الأمازيغي، حجر الزاوية في تلك
الهوية التي ينظر إليها المدسوس الزكتور
–بالزاي وليس بالدال- ويحمان ، بعين الأيديولوجية "الإسلام/عروبية"التي
تعطي الأولوية لمفهوم العروبة و تطمس كل ما يخالفه ، الأمر الذي يعتبر قلة ذوق ،
يبقى معه الصمت خيارا غير مفيد؛ بل قد يعتبر خذلانا وضعفا أمام ما يروجوه من جهل
متوارث ذاك المندس الذي لا يبدي أدنى اهتمام بقضايا الذات والهوية، وكأن انتماءه
لهذا الوطن مقيد بمصالح آنية لا تتجاوز حدود يومه.
وخير رد لأمثال هذا القومجي الغارق في
مستنقع الإيديولوجيات الأجنبية التي تخلق الاغتراب الذهني عن الوطن، هو عدم الإنصات
إلى غباوته ، وعدم مناقشة بلادته ، وعدم تصحيح أخطائه المُقدّسة المتراكمة
في مخيخه ، والاكتفاء بالسخرية من غبار جهله ، و تركه يموت كمداً ، نسياً منسياً ،
كعفن الأنفاق ، دون قيمة أو سرير مكين .
وحتى يعود الزكتور-بالزاي- وايحمان إلى
رشده ويكف عن الصراخ الهستيري في أمور لا يفقه فيها شيئا بقدر ما يتبع فيها
الإشاعات والأقاويل الباطلة، أسرد عليه ما جاء في تدوينة إحدى السيدات الأمازيغيات
ترد فيها على تراهاته وخرافات أمثاله من الذين يعتبرون الاحتفال بالسنة الأمازيغية
بدعة محرمة ، لأنها لم تكن موجودة في زمن الرسول أو الصحابة ، بقولها على صفحة
"تمازغا تتكلم عربي":"سنحتفل بيناير، ومن لم يعجبه الأمر،فليركب
الجمل ويعود من حيث أتى ، أو يزحف على بطنه في رمال صحراء الجزيرة العربية الحارقة
، لعله يستيقظ من غيبوبته" أما الأمازيغ فمصرون على الاحتفال بكل مناسبة
ثقافية أمازيغية وعلى رأسها سنتهم الأمازيغية التي ليست مجرد طقس أو عادة؛ بل هي
تعبير عن هوية شعب ذي حضارة عريقة ، وجذور تاريخية وثقافية تمتد لآلاف السنين.
وسنة أمازيغية سعيدة 2975 يا زكتور-بالزاي وليس الدال..