بقلم الأستاذ حميد طولست
هذه الظاهرة، التي ترتكز على السعي
وراء الشهرة والانتشار، تمثل انعكاسًا صارخًا لاختلال القيم في القرن الحادي
والعشرين. العصر الذي أصبح فيه "الترند" معيارًا للنجاح، رغم المحتوى
السطحي المنتشر على منصات مثل "يوتيوب" و"إنستغرام" و"تيك
توك". حيث يتنافس من يسمون أنفسهم بالمؤثرين على "الإعجابات"
و"المشاركات" من خلال استعراضات تفتقر إلى العمق والقيمة، مستغلين ضعف
وعي شريحة واسعة من الناس.
ظاهرة "الترند" الخطيرة
انتشار المحتوى التافه وغير الهادف لا
يقتصر على كونه إهدارًا للوقت، بل يتعدى ذلك إلى التأثير بشكل مباشر على ثقافة
المجتمع وتوجهاته ، بما يروجون من الجهل والخرافة من خلال منشورات تبدو بريئة
لكنها تحمل في طياتها رسائل مضللة وخطيرة ، تعزز ثقافة استهلاكية وسطحيته المحرضة
على الكراهية وإثارة الفتن.
الجمهور الضحية والمستهدف
الجمهور العريض الذي يتأثر بهؤلاء
المؤثرين غالبًا ما يكون من البسطاء الذين يصدقون كل ما يرونه أو يسمعونه دون
تمحيص أو تفكير نقدي. ما يعرضهم لعمليات النصب والاحتيال تحت مسميات مختلفة، حيث
يُباع لهم الوهم في قالب من الإعلانات المزيفة والفيديوهات التي تعدهم بالسعادة
السريعة أو النجاح الفوري.
الحل في التعليم والتوعية
من الحمق أن يُستهان بخطورة هذه
الظاهرة التي تهدد بنية المجتمعات وقيمها. ويبقى الحل الوحيد لمواجهتها يكمن في
تعزيز التعليم والتوعية، مع التركيز على غرس قيم التفكير النقدي منذ المراحل
الأولى للتعليم. ونشر المعرفة العلمية والوعي الاجتماعي هو السبيل الوحيد لحماية
الأفراد من الوقوع في شراك الجهل والخرافة.
ختامًا، يجب أن يدرك الجميع أن وسائل
التواصل الاجتماعي ليست سوى أدوات، وأن المسؤولية تقع على عاتق مستخدميها في
توجيهها نحو الخير والمعرفة، بدلًا من تحويلها إلى منصات لنشر التفاهة والاستغلال.
لأن العالم اليوم بحاجة إلى وعي أكبر وإدراك أعمق لما يحمله هذا العصر من تحديات..