adsense

/www.alqalamlhor.com

2025/01/11 - 10:57 ص

بقلم الأستاذ حميد طولست

مع إطلالة السنة الأمازيغية الجديدة 2975، يحتفل الأمازيغ في شمال إفريقيا وحول العالم بحدث يرمز إلى هويتهم الثقافية والحضارية العريقة. هذا الاحتفال، الذي يُعرف بـ "يناير"، أقدم التقاويم المرتبطة بحدث زراعي مهم وهو بداية الموسم الزراعي الذي يمثل بداية العد الزمني لهذا التقويم الذي يُعتقد أن السنة الأولى منه تعود لأكثر من 3000 سنة -أي مند اعتلاء الملك الأمازيغي "شيشناق" عرش مصر القديمة في عام 950 قبل الميلاد-  والتي يعكس علاقة الأمازيغ الوثيقة بالأرض والطبيعة، المناسبة التي تجمع بين الفرح والاعتزاز بالتاريخ والتراث الأمازيغي، الذي يتجلى في مظاهر احتفالية تقليدية متنوعة تحمل رمزية عميقة، وتتلخص في تحضير أطباق وأكلات تقليدية تعبر عن الوفرة والخير خاصة وعلى رأسها طبق "تاكلا" (العصيدة) أشهر الأطباق التي تُحضَّر بالمناسبة، التي يتزين المشاركون فيها بارتداء الملابس التقليدية المميزة، ومطرزة بزخارف تعكس الجمال والهوية الأمازيغية ، إلى جانب التراث الموسيقي الغني بالأغاني والأهازيج والرقصات الأمازيغية مثل "أحواش" و"أحيدوس" التي تنشط الاحتفالات وتسليط الضوء على التاريخ والثقافة الأمازيغية بمعية ما ينظَّم من معارض وندوات ، تجعل من رأس السنة الأماويغية "يناير" فرصة للتأكيد على ارتباط الأمازيغ بجذورهم الثقافية والتاريخية بما يعكسه من قيم التضامن والتآخي والعيش المشترك وباقي القيم التي تميز المجتمعات الأمازيغية الساعية للحفاظ على أصالتها في ظل التحديات المعاصرة.

ويبقى الاحتفال بالسنة الأمازيغية 2975 ليس مجرد مناسبة للاحتفاء، بل هو تجديد للعهد مع التاريخ والثقافة والهوية. إنه تذكير بضرورة الحفاظ على هذا الإرث الحضاري ونقله للأجيال القادمة، كي يستمر الأمازيغ في كتابة صفحات جديدة من تاريخ وطنهم المغرب العريق.

وفي الختام إليك أيها القارئ الفاضل هذه التهنئة مناسبة بالسنة الأمازيغية الجديدة وبحرف تيفيناغ:

ⴰⵣⵓⵍ ⴰⵏ ⴰⵙⵙⴰⵏ ⴰⵎⴰⵣⵉⵖⴰⵔ ⴰⵎⵔⴰⵡ ⴷⵎⵎⴰⴷ ⵉⵎⴰⵣⵉⵖⵏ

أسڨاس أمڨاز!

نتمنى لك سنة أمازيغية سعيدة مليئة بالخير والصحة والسعادة.