adsense

/www.alqalamlhor.com

2024/12/29 - 7:28 م

 تزمنا مع احتفالات رأس السنة، بلغت حجوزات الإسبان نحو المغرب 3% من خياراتهم لقضاء العطلات في نهاية عام 2024، وفق ما كشفت عنه منصة GuruWalk الدولية المتخصصة في الجولات السياحية، وبذلك يكون المغرب قد فرض نفسه كوجهة مفضلة للسياح الإسبان خلال احتفالات رأس السنة، وهو تطور يأتي مدفوعا بجاذبية مدن بارزة مثل مراكش، أكادير وفاس، التي باتت تستقطب أعدادا متزايدة من الزوار بفضل مزيجها الفريد من الأجواء الاحتفالية والتقاليد الثقافية الأصيلة، مما عزز مكانتها على خريطة السياحة العالمية.

وحسب موقع الصحيفة نقلا عن منصة GuruWalk، فقد شهد المغرب في عام 2024 توافد حوالي مليوني سائح إسباني، مما يعكس جاذبية متزايدة جعلته وجهة مفضلة لدى جيرانه في الشمال، وهو الإقبال الكبير الذي يعبر عن دينامية نمو ملحوظة تدعمها بيانات متتالية منذ عام 2021.

وفي هذا الإطار، أكدت ذات المنصة أن حجوزات الإسبان نحو المغرب بلغت 3% من خياراتهم لقضاء العطلات في نهاية العام، ومقابل ذلك، يظهر تراجع ملحوظ في نسبة السفر الداخلي داخل إسبانيا، التي انخفضت من 60% من الحجوزات في عام 2021 إلى 22% فقط في عام 2024.

إلى جانب ذلك، حقق المغرب إنجازا قياسيا على صعيد السياحة الدولية، حيث استقبل 15.9 مليون زائر حتى نهاية نونبر 2024، بزيادة بلغت 20% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، ما يعادل 2.6 مليون سائح إضافي.

وعلى الرغم من أن أوروبا تهيمن على خيارات السفر لدى الإسبان، بنسبة 92% من حجوزاتهم خلال عام 2024، إلا أن المغرب استطاع أن يتبوأ مكانة متميزة كوجهة بديلة تجمع بين الأصالة والتجدد.

ويرجع هذا النجاح، وفق المنصة ذاتها إلى عوامل متعددة، أبرزها غنى التقاليد المغربية واحتفالاتها الفريدة التي تمزج بين الموسيقى والرقص والأجواء الودية، إلى جانب مناظر طبيعية خلابة تمتد من جبال الأطلس الشاهقة إلى صحراء الصحراء الكبرى الساحرة. هذه المقومات تجعل تجربة السياح الإسبان فريدة وغير قابلة للمقارنة.

يأتي هذا الإنجاز في إطار دينامية واسعة تهدف إلى تعزيز القطاع السياحي في المغرب، فقد وضع البلد أهدافا طموحة للسنوات المقبلة، تتجلى في استقطاب 26 مليون سائح سنويا بحلول عام 2030.

لتحقيق ذلك، يستند المغرب إلى تنظيم فعاليات كبرى مثل استضافته المشتركة لكأس العالم لكرة القدم 2030، إلى جانب استثمارات ضخمة في البنية التحتية، من فنادق فاخرة وشبكات نقل حديثة إلى جولات منظمة تلبي تطلعات الزوار.

وبالنسبة للسياح الإسبان تحديدا، تبرز عوامل جذب متنوعة تبدأ من أسواق مراكش الحيوية، وتمر عبر الأزقة التاريخية للمدن العتيقة مثل فاس، لتصل إلى المناظر الطبيعية الساحرة التي تقدمها جبال الأطلس والصحراء الكبرى، وكل ذلك، إلى جانب القرب الجغرافي والأسعار التنافسية، ما جعل المغرب خيارا مفضلًا ومتميزا في خريطة السفر العالمية.

وسبق لتقرير صادر عن مجلة Nexotur الإسبانية المتخصصة في السياحة، قد رصد بأن المغرب بات وجهة مفضلة بشكل متزايد للعائلات الإسبانية الباحثة عن تجارب سفر تجمع بين الأصالة والانغماس في الطبيعة، حيث اعتبرت المجلة أن المملكة توفر مزيجا فريدا من العناصر الجاذبة التي تتيح للسياح التفاعل مع بيئات طبيعية خلابة وثقافات محلية غنية، مما يعزز مكانتها في سوق السياحة العائلية.

وفي هذا السياق، تصدر المغرب أيضا تصنيف منصة Evaneos المتخصصة في السفر والسياحة، متفوقا على وجهات شهيرة مثل مصر، وكوستاريكا، وتايلاند، إذ أوضحت فيولا ميغليوري، المسؤولة عن Evaneos في منطقة جنوب أوروبا، أن السفر العائلي يتيح للأسر فرصة مميزة لتقاسم لحظات استثنائية تعزز الروابط الأسرية وتخلق ذكريات لا تنسى، كما أشارت إلى أن العائلات الإسبانية تظهر اهتماما متزايدا بالوجهات التي تلتزم بالاستدامة البيئية وتدعم المجتمعات المحلية، وهي معايير يجدونها بوضوح في المغرب.

من جهة أخرى، سلطت المجلة الإسبانية الضوء على الأهمية المتنامية للسياحة العائلية، التي باتت تمثل 22% من إجمالي الحجوزات، متفوقة على أنماط السفر الأخرى كرحلات الأزواج أو الأصدقاء أو الأفراد، كما كشفت أن متوسط الإنفاق اليومي للشخص الواحد يصل إلى 175 أورو، مع مدة إقامة متوسطها 10 أيام، مما يعكس ثقة السائحين الإسبان في الخدمات والتجارب التي يقدمها المغرب كوجهة متكاملة تلبي مختلف التطلعات.

وكانت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، قد ثمنت النمو الملحوظ في عدد السياح موردة أنه يعود إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها الزيادة الكبيرة في عدد السياح الأجانب، التي بلغت 23%، ما يعادل حوالي 1.5 مليون زائر إضافي، بالإضافة إلى تسجيل عدد المغاربة المقيمين بالخارج (MRE) نموا قويا بنسبة 17%، مما ساهم في إضافة 1.1 مليون سائح إضافي إلى الأرقام الإجمالية.

وبدا لافتا، في الأرقام التي عممتها وزارة السياحة، أنه خلال شهر نونبر وحده، شهد القطاع السياحي زيادة استثنائية في عدد السياح الوافدين إلى المغرب، حيث بلغ العدد حوالي 1.3 مليون سائح، مسجلا نموا غير مسبوق بنسبة 31% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي.

وفي تعليق لها على هذه الأرقام القياسية، قالت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، إن "المغرب يعيش مرحلة غير مسبوقة في التاريخ الديناميكي للسياحة"، مشيرة إلى أن هذا النمو يعكس قوة الاستراتيجية السياحية المعتمدة.

واعتبرت المسؤولة الحكومية، أن هذه الأرقام تعد دليلا قويا على نجاح خارطة الطريق التي تم وضعتها الحكومة، وتشير إلى بداية مرحلة جديدة في تطور القطاع السياحي في المغرب، مؤكدة أن هذه الإنجازات تمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق الهدف الطموح المتمثل في جعل المغرب من بين أفضل 15 وجهة سياحية عالمية، وهو هدف يترجم الرؤية الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة على الخريطة السياحية الدولية.