بقلم الأستاذ حميد طولست
أجمل ما قرأت لأحمد فؤاد نجم رحمه الله، رده على سؤال مذيعة تليفزيونية حول الفقراء والأغنياء، فانحاز كالعادة للفقراء وبدأ يشتم رجال الأعمال، فقاطعت المذيعة كلامه وسألته سؤالا خبيثا: "وأنت يا عم أحمد لو كنت غني كنت هتقول نفس الكلام ده؟" فرد نجم بسرعة وعبقرية: " لا طبعا كنت هبقى ابن وسخة زيهم".
كم هو حكيم كلام أحمد فؤاد نجم ويعكس ما كان يميزه كشخص وكشاعر من صدق عفوي وشفافية مستمدة من تجربته الشخصية التي تظهر جلية في جرأته في مواجهة الواقع الاجتماعي دون تزويق أو مجاملة ، والتي تبدوا واضحة من خلال اعترافه الضمني بضعف الطبيعة البشرية، أمام المال والثروة وتأثيرهما سلبي على النفس البشرية، والذي قد يؤدي إلى تغيير القيم والمبادئ التي يحملها الإنسان، وذلك حسب الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تشكل رؤى الأفراد ومواقفهم ، والتي لم يستثني نفسه منها ووضعها ضمن سياقها ، معترفا بإمكانية تأثر بالمال عليه لو كان غنيًا، حيث أن الفقر قد يدفع إلى التعاطف مع المظلومين، في حين أن الغنى قد يغري الشخص بالأنانية والبحث عن مصالحه ، ويقوده إلى سلوكيات سلبية إذا لم يكن لديه وعي قوي أو قيم واثقة وثابتة ، تمكنه من الحفاظ على الأخلاق والعدالة ، رغم تقلب الظروف والأحوال..