بقلم الأستاذ حميد طولست
ليس الوداد الفاسي بحاجة ماسة إلى
استقالات تُستخدم كمسكّنات مرحلية ، بل هو في حاجة أكثر من ماسّة لاستراتيجية
إصلاح شاملة ترتكز على مبادئ الشفافية والاحترافية، في أصلاح ما تراكم من أخطاء
الماضي بسبب الصراعات المصلحية التي تعكس التخبّط الإداري المقاوم للتغيير والمؤدي
لتأخير إعادة مكانة النادي التاريخية، التي كانت من أولويات مبادرة السيد والي جهة
فاس ـ مكناس السيد معاذ الجامعي، وجهوده المشكورة والهادفة إلى توحيد الفصائل
المختلفة وإصلاح أوضاع النادي الداخلية،
والتي أصبحت تواجه اليوم عراقيل جمة بسبب ما يمكن وصفه بظاهرة
"الاستقالات الممنهجة" الي أثارت الكثير من التساؤلات بين المهتمين
بالشأن الرياضي المحلي والوطني، وأصبحت موضع جدل بسبب تداعياتها التي تزيد من
تأزيم أوضاع النادي وتعطيل تقدمه ، والتي من بين أبرزها ، استقالة السيدة
"ن.ز" من تسيير النادي، وهي الشخصية النسوية المعروفة بشغفها الكبير
لكرة القدم وحرصها على تطوير نادي حيها فاس الجديد ، والذي كانت مثالًا يُحتذى به
في الجهد والإخلاص، في تكريس وقتها ومواردها من أجل تعزيز البيئة المشجعة على
الاستثمار والابتكار داخل النادي.
ورغم ما رُوّج من أسباب لهذه
الاستقالة، فإن الكثيرين يرون أن الطرح المُعلن لا يعكس الحقيقة كاملة، بل يُخفي
خلفه عوامل خفية تتعلق بتحديات النزاهة والشفافية التي تؤثر بشكل مباشر على أداء
النادي وسمعته. كما أن هذه الاستقالات، التي يُزعم أنها تهدف لإفساح المجال
للكفاءات، والتي تُستخدم في الغالب كوسيلة للتستر على مشاكل بنيوية متجذرة في
التسيير الرياضي ، والتي لا يُعد نادي الوداد الفاسي استثناءً في سياقها؛ حيث ان
سبق فقد شهدت الساحة الرياضية الوطنية حالات مماثلة، أبرزها اعتقالات طالت عددًا
من رؤساء ومسيري الأندية ، التي تعكس انتكاسة حقيقية تعاني منها كرة القدم، وراءها
تسلّط مسيرين غير أكفاء على شؤون الأندية، الذين بدلًا من سعيهم في حل أزماتها،
يُمعنون في تعميقها، ما يستدعي قرارات أصلاحية جادة تنقذ تلك الأندية المحلية
والوطنية من أوضاعها المتأزمة.
المر الذي لن يتأتى إلا بتطبيق القانون
30-09 المتعلق بتنظيم الجمعيات الرياضية الذي لا غنى عنه، لتعزيز الحوكمة الجيدة،
وإعادة إحياء القيم الرياضية النبيلة التي غابت عن المشهد الرياضي، فأثر غيابها
على استقرار الأندية وأدائها، وأدى إلى موجات من القلق بين جماهيرها، كما حدث مع
جماهيرالوداد الفاسي ، الذي على إدارته الحالية أن تدرك أن الإصلاح الحقيقي لا
يتحقق بمجرد تغييرات سطحية أو استقالات رمزية، بل يتطلب رؤية استراتيجية تُعالج
الأسباب الجذرية للأزمة ، التي تمكن من
إعادة لنادي الوداد الفاسي هيبته ، وتوفر له البيئة المشجعة للاعبين والمحبين،
والالتزام بمبادئ الشفافية والمساءلة ، الكفيلة بوضع حدا للصراعات الداخلية التي
أضعفت بنيانه الهدف الأسمى لكل "وافوي"غيور على "وافه"..
لقد حان الوقت لوقفة جادة تعيد للنادي سمعته وهيبنه، فالمستقبل المشرق للنادي يبدأ بتوحيد الجهود، وبناء إدارة قوية وفعالة قادرة على تحقيق تطلعات الجماهير الرياضية الفاس جديدية .