بقلم الأستاذ حميد طولست
لا يمكن إنكار أن نادي الوداد الفاسي ليس بالسوء الذي يتصوره البعض، ولكنه يعاني من سلسلة مشكلات مزمنة جعلته عالقًا في دائرة مغلقة من الأخطاء الإدارية التي تؤثر بشكل مباشر على أداء فريقه (الواف) وتعيق تقدمه ومستقبله، بما تقيد به طموحه ، وتكبّل آماله وتهدر فرصه في المنافسة على الأدوار الطلائعية، وتحبط لاعبيه وجماهيره ، وتجعلهم جميعهم يعيشون في موجات من القلق وعدم الاستقرار ، جراء تخبط مسيري النادي في أزمة الإدارية مزمنة ، وإصرار بعضهم على رفض أي نهج جديد أو رؤية مختلفة قد تنقذ النادي من أزماته، وعدم تقبل البعض الأخر لأي تفكير أو قرار يخالف تيارهم التقليدي، وميل فئة ثالثة من مسؤوليه إلى افتعال الأزمات وخلق الصراعات الجانبية، للتغطية على ضعف نجاعتها رؤاهم وفشل مخططاتهم ، وغير ذلك من المواقف المتصلبة التي تجعل الوداد الفاسي يعاني من دوامة من القرارات غير المدروسة، والمفتقرة للتحليل العميق والنقد البنّاء، الذي ينعكس بالسلب على مصلحة النادي التي من المفروض أن تكون فوق كل اعتبار.نموذج القيادية الملهمة: السيدة "ن.ز".
وفي هذا الخضم المتشابك وذاك المشهد السريالي، برزت السيدة "ن.ز" كنموذج للقيادية الناجحة الملهمة ، وكرمز للأمل والإصلاح وأيقونته القادرة على إعادة بناء مجد "الواف" الذي أُطلق عشاقه لقب "المرأة الحديدية" على شخصيتها المرتفعة الوعي المتقدة العقل القوية الصلبة والباهرة التي استحوذت على إعجاب واحترام "الوافاويين" من فاس الجديد ، ونالت اهتمام وتفاعل عشاق الكرة من خارجه وعبر مدينة فاس والوطن ، لأنها لم تكن "ن.ز" مجرد عضو في المكتب، بل كانت نموذجًا لمشروع ريادي يُبرز دور النساء في قيادة الإصلاح وتحسين الأوضاع الرياضية ، التي كانت لها الكلمة الفصل في نادي الوداد الفاسي ، رغم ما واجهته من الصراعات الداخلية المقاومة للتغيير، الذي قد يكون في صالح النادي على المدى الطويل، والتي تحولت إلى نزاعات فئوية ذكورية مكشوفة، تستهدف تقويض العنصر النسائي داخل المكتب المسير ، الأمر الذي أدى في النهاية إلى استقالة السيدة "ن ز" من المكتب المسير ما شكّل صدمة كبيرة "للواف" وجماهيره الذين يستحقون تسيرا يعكس طموحاتهم وآمالهم، وإدارة تعمل من أجل انجاح مشروعهم "الوافوي"وليس من أجل المنافع الضيقة ، صحيح أن الطريق للإصلاح قد يكون طويلًا، لكنه ليس مستحيلًا إذا تضافرت الجهود وتوحدت الرؤى حول هدف واحد وهو إعادة بناء مجد الوداد الفاسي.