adsense

/www.alqalamlhor.com

2024/12/11 - 9:32 م

فاس، المدينة العريقة التي طالما اعتبرت مركزا ثقافيا وعلميا، تعاني من أزمة حادة في النقل الحضري، خاصة في ظل انتقادات واسعة لشركة النقل العمومي سيتي باص، هذه الانتقادات وصلت إلى ذروتها مع احتجاجات طلبة جامعة محمد بن عبد الله، الذين رفعوا شعار "تمشي دابا تمشي دابا" في محطة بنسودة، تعبيرا عن غضبهم من الوضع المزري الذي يعانونه يوميا.

لا يخفى على أحد أن خدمات النقل الحضري في فاس أصبحت حديث الساعة، حيث اشتكى المواطنون، وعلى رأسهم الطلبة، من التأخير المستمر للحافلات، الاكتظاظ الشديد، وعدم احترام مواعيد الانطلاق والوصول، بالإضافة إلى ذلك، يعاني الطلبة من تردي حالة الحافلات التي أصبحت غير صالحة لتوفير أدنى شروط الراحة والسلامة، مما يجعل رحلتهم اليومية بين الجامعة ومنازلهم أشبه بكابوس متكرر.

طلبة جامعة محمد بن عبد الله يمثلون شريحة كبيرة من مستخدمي النقل الحضري، وهم الأكثر تضررا من هذا الوضع، معاناتهم لا تقتصر على النقل فقط؛ بل تتعداها إلى هشاشة البنية التحتية، وغلاء الأسعار، وضعف الدعم الموجه لهم.

يضطر الكثيرون منهم إلى الانتظار لساعات في المحطات، أو الاستعانة بوسائل نقل بديلة تزيد من أعبائهم المالية، وهو أمر يثقل كاهلهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها.

في محطة بنسودة، وهي واحدة من المحطات الرئيسية في المدينة، رفع الطلبة شعار "تمشي دابا تمشي دابا"، كرسالة مباشرة لشركة سيتي باص تعبر عن استيائهم من الخدمات المقدمة.

بالنسبة لهم، لم يعد الصمت خيارا أمام الوضع الكارثي الذي يعيشونه، عبر هذا الشعار، طالبوا بتحسين جودة الخدمات، وتوفير حافلات جديدة تليق بمكانة المدينة وسكانها.

الاحتجاجات الأخيرة شهدت مشاركة وتأطيرا من طرف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، الذي لعب دورا محوريا في تنظيم المظاهرات وتوحيد أصوات الطلبة، الاتحاد أصدر بيانات تندد بالوضعية المتردية للنقل الحضري، وطالب بضرورة تحسين الخدمات وتخفيض أسعار الاشتراك للطلبة، كما دعا الاتحاد إلى مزيد من الضغط عبر تنظيم وقفات احتجاجية سلمية، موجها رسائل واضحة إلى الجهات المعنية لتحمل مسؤولياتها.

في ظل هذا الاستياء العام، يبقى السؤال مطروحا حول دور الجهات المسؤولة في مراقبة وتقييم أداء شركة سيتي باص. فالمواطنون ينتظرون تحركًا عاجلًا لتحسين الوضع، سواء عبر إلزام الشركة باحترام دفتر التحملات، أو البحث عن حلول بديلة من شأنها أن تعيد الثقة إلى قطاع النقل الحضري.

فاس، بتاريخها العريق وجامعاتها الرائدة، تستحق خدمات نقل حضري تليق بمكانتها وبساكنتها، ويبقى الأمل معقودًا على تفاعل الجهات المعنية مع مطالب المواطنين والطلبة، ليصبح شعار "تمشي دابا تمشي دابا" بداية لحل جذري يعيد للنقل الحضري عافيته.