كشفت شركة تابعة لوزارة الدفاع الروسية ، أن سفينتها "أورسا ميجور" التي غرقت في البحر المتوسط، بين الجزائر وإسبانيا، هذا الأسبوع تعرضت إلى "هجوم إرهابي".
وقال بيان لشركة
"أوبورونلوغيستيكا"، نقلته وكالات الأنباء الرسمية الروسية، إنها
"تعتقد أن هجوما إرهابيا موجها تم تنفيذه في 23 ديسمبر الجاري ضد السفينة
أورسا ميجور"، من دون الإشارة إلى الجهة التي قد تكون نفذته ولا دوافعه،
مضيفة أن "ثلاثة انفجارات متتالية" وقعت في السفينة قبل تسرب المياه
إليها.
ولم تكشف الشركة العناصر التي اعتمدت
عليها لاعتبار غرق السفينة "هجوما إرهابيا"، وفقد بحاران في حادث غرق
السفينة التي كان طاقمها يضم 16 بحارا.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت
أول أمس الثلاثاء أن غرق السفينة حدث بعد "انفجار في غرفة المحركات".
وأعلن قسم من لجنة التحقيق الروسية،
الهيئة المسؤولة عن التحقيقات الرئيسية في البلاد، الثلاثاء فتح تحقيق في
"انتهاك قواعد السلامة" في الشحن البحري، من دون تقديم مزيد من
التفاصيل.
ويذكر أن الحادث حصل في المياه الدولية
في المتوسط بين إسبانيا والجزائر.
وبحسب فرق الإنقاذ البحري الإسبانية،
فإن السفينة "أصدرت نداء استغاثة" ليل الإثنين / الثلاثاء، على بعد نحو
105 كيلومترات من سواحل مدينة ألميريا الإسبانية، بسبب "سوء الأحوال
الجوية".
وأرسلت إسبانيا مروحية وقوارب إنقاذ
ونقلت الناجين إلى البر إلى أن وصلت سفينة حربية روسية وتولت عملية الإنقاذ، قبل
أن تغرق"أورسا ميجور".
وسفينة الشحن "أورسا ميجور"،
هي الأكبر التي تملكها شركة "أوبورونلوغيستيكا" التابعة لوزارة الدفاع
الروسية والتي توفر أيضا خدمات النقل المدني والخدمات اللوجستية.
وخضعت السفينة والشركة المالكة لها
لعقوبات أميركية في ماي 2022 بعد بدء الهجوم الروسي في أوكرانيا وذلك على خلفية
تقديمها "خدمات النقل… لتسليم البضائع إلى شبه جزيرة القرم المحتلة من
روسيا"، وفق ما أفادت حينها وزارة الخارجية الأميركية.
وبحسب الشركة، كانت السفينة تنقل
رافعات ميناء وأغطية فتحات كاسحات الجليد إلى فلاديفوستوك في الشرق الأقصى الروسي.
وأورد موقع "أجنستفو"
الاستقصائي الإخباري أن أغطية الفتحات كانت مخصصة لكاسحة الجليد النووية الجديدة
المعروفة باسم "ليدر"، والمصممة لكسر الجليد السميك على طريق البحر الشمالي.
وأكدت الشركة أمس الأربعاء، أن السفينة
لم تكن "محملة بأكثر من طاقتها"، معربة عن أسفها لطرح هذه الفرضية في
"عدد من وسائل الإعلام".
وكانت السفينة قد أبحرت من سان بطرسبرغ
في شمال غرب روسيا في ديسمبر على أن تصل إلى فلاديفوستوك في 22 يناير المقبل، بحسب
موقع مارين ترافيك المتخصص.
وأكدت الشركة في 20 ديسمبر أن السفينة
كانت تشارك في تطوير "الطريق البحري الشمالي".
وتطور روسيا هذا الطريق البحري في
القطب الشمالي منذ سنوات أملا في استخدامه كدائرة تجارية جديدة تربط أوروبا بآسيا،
وذلك لتسهيل نقل المحروقات.
من جهتها، أكدت المخابرات العسكرية
الأوكرانية أن السفينة "أورسا ميجور" استخدمت أيضا لتزويد القوات
الروسية في سوريا حيث تمتلك موسكو قاعدة بحرية في طرطوس.
وتظهر خريطة على موقع شركة
"أوبورونلوغيستيكا" أن الشركة تغطي من بين أمور أخرى، طريقا من
نوفوروسيسك في جنوب روسيا إلى طرطوس.
وتمتلك روسيا قاعدتين عسكريتين في
سوريا، قاعدة طرطوس البحرية ومطار حميميم العسكري، تتيحان لها تنفيذ عمليات في
الشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض المتوسط وحتى في إفريقيا.
ووجه فرار الرئيس السوري بشار الأسد الذي أطيح في ديسمبر ولجأ إلى موسكو، ضربة قاسية لطموحات روسيا خاصة أن ذلك يؤكد أيضا إضعاف حليفها الإقليمي إيران، ولم يحسم بعد مصير القاعدتين الروسيتين.