بقلم الأستاذ
حميد طولست
لا شك أن
الأخطاء جزء لا يتجزأ من الطبيعة البشرية، وكذلك الحال مع الحكام في جميع
الميادين، بما في ذلك رياضة كرة القدم ، اللعبة التي تبقى المؤامرات التحكيمية
جزءًا من واقعها لاعتمادها على التخطيطات والاستراتيجات ومجهودات الجبارة لتحقيق
التنافسية القوية التي تؤدي إلى التفوق على الخصوم، التي تُستغل لإقصاء فرق أو لاعبين لصالح أطراف أخرى،
ليس فقط من أجل الفوز بل لتحقيق أهداف أخرى أكثر تعقيدًا وخطورة.
حيث واجهت
الكرة المغربية ،ومند عقود، العديد من الحوادث التي أثارت الشكوك حول نزاهة بعض
القرارات التحكيمية، بدءًا من مونديال 1994، حين تآمرت النرويج والبرازيل على
المنتخب المغربي، مرورًا بمونديال 1998 التي تم التلاعب فيه بنتائج المجموعة
لتأهيل البرازيل على حساب المغرب ، دون أن ننسى أحداث كأس العالم 2018، التي شهدت
قرارات تحكيمية مثيرة للجدل، خصوصًا في مباراة المغرب ضد إسبانيا، أما في مونديال
2022، فقد أثارت مباراة المغرب وفرنسا استنكارًا عالميًا عارما نتيجة أخطاء
تحكيمية وصفت بالفضائحية، وحتى في الأولمبياد باريس 2024، تعرض المنتخب الأولمبي
المغربي لتحكيم أثار جدلاً واسعًا في مباراته ضد الأرجنتين، مما بدا وكأنه محاولة
لعرقلة طريقه نحو العالمية.
في هذا
السياق، جاء القرار الأخير باستبعاد النجم المغربي أشرف حكيمي من التتويج بالكرة
الذهبية الإفريقية لعام 2024، مما أشعل موجة من الغضب والشكوك بين الجماهير
والمحللين الرياضيين، حول نتائج حكيمي،
الذي يعتبر من أبرز لاعبي القارة الإفريقية والعالم، قدم موسمًا استثنائيًا مع
المنتخب المغربي ونادي باريس سان جيرمان، وهل كانت كل أداءاته المتميزة غير كافيًا
لضمان تتويجه باللقب.
ورغم محاولة
رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، باتريس موتسيبي، طمأنة الرأي العام بالإشارة
إلى أن شركة عالمية معروفة بنزاهتها هي التي صادقت على نتائج التصويت، الذي شارك
فيه مدربو وقادة المنتخبات الإفريقية البالغ عددها 54. إلا أن هذا التوضيح لم يمنع
الانتقادات والاتهامات التي طالت العملية برمتها.
لا يمكن إنكار أن شعور المغاربة بالإحباط والاستياء من هذا القرار مشروع، خاصة أن حكيمي يمثل رمزًا للتألق المغربي على الساحة الدولية. ولكن يبقى السؤال: هل نحن أمام مؤامرة جديدة على الكرة المغربية أم أن الأمر لا يعدو كونه نتيجة عوامل طبيعية أو آراء متباينة؟ الإجابة قد تتطلب تحليلًا أعمق وتفكيرًا هادئًا بعيدًا عن العاطفة. ومع ذلك، تبقى هذه الحوادث درسًا للمغاربة وكل عشاق الكرة الإفريقية للعمل على تعزيز النزاهة والشفافية في هذا المجال الحيوي.