أعلنت شركة التنمية المحلية
"كُبرى أكادير للتنقلات والتنقلات الحضرية" عن إطلاق مناقصة لتوريد
وتركيب المظلات الشمسية الحضرية في مراكز التبادل الخاصة بـ خط الحافلات ذو الخدمة
العالية المستوى (BHNS)، وذلك من أجل تحقيق نقلة نوعية في مجال النقل الحضري من خلال
إطلاق عدد من المشاريع الطموحة التي تهدف إلى تعزيز التنقل السهل والمستدام في
المدينة الكبرى.
وتأتي هذه المشاريع ضمن استراتيجية
المدينة لتعزيز البنية التحتية للنقل وتوفير بيئة حضرية أكثر تطورا للمواطنين.
مشروع المظلات الشمسية: خطوة نحو بيئة
حضرية مستدامة
المشروع الذي تبلغ قيمته حوالي 19
مليون درهم، يركز على تركيب معدات وحواجز شمسية في خمسة مراكز حيوية لتبادل الركاب
في أكادير. تشمل هذه المراكز: ميناء الصيد، وادي الطيور، ساحة السلام، سوق الحد،
ومنطقة تكييوين (نهاية الخط). هذه المظلات الشمسية ليست مجرد إضافة جمالية، بل
تحمل في طياتها استخدامات عملية، حيث ستوفر الطاقة الكهربائية عبر أنظمة شمسية فتو
ضوئية عالية الكفاءة لتشغيل منافذ USB لخدمة الركاب.
يهدف المشروع إلى تحسين تجربة التنقل الحضري وتوفير أماكن مأوى للمسافرين، خاصة في
ظل الظروف المناخية التي تشهدها المدينة.
الهيكلية والجدول الزمني للمشروع
من المتوقع أن يتم فتح العروض الخاصة
بهذا المشروع في 9 يناير 2025. وبحسب الشركة المنفذة، سيستغرق المشروع حوالي
ثمانية أشهر تقويمية لاستكمال تركيب المظلات في المواقع المحددة. لكن هذه المدة لا
تشمل فترات التحقق والموافقة التي قد تطول بعض الشيء.
بالتوازي مع مشاريع التنقل الحضري،
تولي شركة التنمية المحلية، اهتماما خاصا للمساواة بين الجنسين في استخدام وسائل
النقل العام. فقد أعلنت الشركة عن إطلاق دراسة ميدانية تهدف إلى وضع خطة عمل
للمساواة بين النساء والرجال في شبكة النقل العام في أكادير الكبرى، والتي تشمل
الحافلات التقليدية وخط BHNS المستقبلي. هذه الدراسة، التي تقدر تكلفتها
بحوالي مليون درهم، ستسعى لتحديد التحديات التي تواجه النساء في استخدام النقل
العام، مع التركيز على توفير بيئة أكثر أمانا وسلاسة لهن.
ومن المتوقع أن تستغرق الدراسة 12 شهرا
وستتضمن مسحا نوعيا يشمل عينات تمثل النساء في مختلف المناطق الاجتماعية
والاقتصادية داخل أكادير الكبرى. كما ستشمل المناطق التي يمر منها خط الـ BHNS الجديد. تهدف
هذه الدراسة إلى تحسين الوصول إلى وسائل النقل العامة وتعزيز مشاركة النساء في
الحياة الاجتماعية والاقتصادية.
وفي إطار تحسين خدمات النقل العام،
تستعد أكادير لإطلاق مشروع إعادة هيكلة شبكة الحافلات التقليدية. من المتوقع أن
يشهد هذا المشروع تكاملا بين الشبكتين الحالية والجديدة، حيث سيراعي تنظيم الخدمة
بين الحافلات التقليدية وخط BHNS لتلبية احتياجات
الركاب بكفاءة.
الشبكة الحالية تتكون من 36 خطا
لحافلات، تشتغل بشكل أساسي وسط المدينة، ويستفيد منها حوالي 150,000 مسافر يوميا.
لكن مع انطلاق مشروع الـ BHNS، الذي يتوقع أن
يعزز الربط بين مختلف أحياء المدينة، سيتم إعادة هيكلة خطوط الحافلات التقليدية
لضمان تكامل جيد وتوسيع نطاق الخدمة لتشمل المناطق الأكثر بعدا.
إطلاق مشروع إعادة الهيكلة يتوقف على
توقيع عقد مع المفوض الجديد الذي سيتولى إدارة النقل العام في المدينة، بالإضافة
إلى الموافقة على العقد النموذجي الجديد لإدارة النقل العام من قبل السلطات
المركزية. من المهم الإشارة إلى أن هذا المشروع، الذي تموله الوكالة الفرنسية
للتنمية، يأتي في إطار خطة الاستثمار الاستراتيجية التي تهدف إلى تحسين فعالية
الشبكة وتعزيز التنقل الحضري المستدام في المدينة.
تتخذ مدينة أكادير خطوات هامة نحو تحسين شبكة النقل الحضري وتعزيزها بمشاريع مستدامة، مثل تركيب المظلات الشمسية الحضرية، وإعادة هيكلة شبكة الحافلات التقليدية، وتحقيق المساواة بين الجنسين في وسائل النقل العام. هذه المشاريع تسعى إلى تلبية احتياجات سكان المدينة في ظل التحولات الكبيرة التي تشهدها، مع الأخذ بعين الاعتبار أن التنقل الحضري هو أحد الأسس الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة في المدن الكبرى.