أوردت صحيفة
" El Economista" الإسبانية، أن المغرب يعد اليوم نموذجا واعدا للتنمية
الاقتصادية في إفريقيا، حيث يمتلك كل المقومات اللازمة لتحقيق قفزة اقتصادية
كبيرة، إذ يجمع بين موقع استراتيجي بالقرب من أوروبا، وتكاليف يد عاملة منخفضة
نسبيا؛ لكنها أكثر كفاءة مقارنة بدول إفريقية أخرى، إلى جانب تحالفات قوية مع دول
مثل الولايات المتحدة وإسبانيا.
وخلصت الصحيفة
إلى أنه بفضل هذه المقومات، بدأ المغرب يخطط للسير على خطى إسبانيا خلال فترتها
الذهبية في السبعينيات، حيث تحولت إلى قوة صناعية.
وأشارت ذات
الصحيفة، وهي الأكثر انتشارا بين رجال الأعمال الإسبان، إلى أن المغرب يظهر تفوقا
ملحوظا في صناعة السيارات، حيث بات ينتج أكثر من 500 ألف سيارة سنويا، متجاوزا
دولا مثل هنغاريا ورومانيا، وقريبا من بولندا.
وأوضحت أن
مصانع مثل "رينو" في طنجة والدار البيضاء و"ستروين" تخطت حاجز
الأربعة ملايين سيارة منذ بدء عملها، كما يشهد قطاع السيارات الكهربائية طفرة
ملحوظة، مع استثمارات من شركات صينية مثل Gotion High-Tech التي تبني مصانع بطاريات في
المغرب، مما يعزز مكانة المغرب كمركز لصناعة السيارات في إفريقيا.
ويتمتع المغرب
بموارد طبيعية مذهلة للطاقة المتجددة، مثل الشمس والرياح، ويخطط لزيادة حصة
الطاقات النظيفة في مزيجه الطاقي إلى 80% بحلول 2050، كما تسعى المملكة لتحقيق
الحياد الكربوني، وتقليص انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 45.5% بحلول 2030.
هذه المبادرات تجعل المغرب شريكا استراتيجيا لأوروبا التي تواجه تحديات متزايدة في
تأمين الطاقة.
واستثمر
المغرب بشكل كبير في البنية التحتية، بما في ذلك الموانئ عالية الجودة والطرق
السريعة، مما يجعله وجهة مفضلة للاستثمارات الأجنبية.
وتضاعفت
المشاريع الاستثمارية المباشرة الجديدة في المغرب خمس مرات خلال العامين الماضيين،
حيث يحتل المرتبة الأولى في إفريقيا من حيث نسبة المشاريع الاستثمارية الجديدة
مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي.
ويعد المغرب،
بحسب الصحيفة ذاتها، حلقة وصل حيوية بين إفريقيا وأوروبا، حيث يسعى لتوسيع علاقاته
الاقتصادية والتجارية مع الدول الإفريقية، ويمثل قطاع الصناعة والطاقة نماذج ناجحة
للشراكة الإقليمية، مما يعزز مكانة المغرب كقائد اقتصادي في القارة.